شعرغير مصنفمنوعات

أيها الضاحك مني

 

مصطفى فرج الطبولي

أيها الضاحك مني
كل يوم يتعاقب الليل، والنهار
وعلى شفتي تتعاقب ابتسامة، وسيجارة
الأرض تدور حول الشمس
وأنا أدور حول وجهك الحالم.
إلى الآن، وكل الفصول تمرّ بهذه الزيتونة المُتفردة
تخالط أنفاسها الترابية
ثم تترك رائحتها للحطب، والماشية
للمُخيّلة، والسلام
وإلى حد اللحظة لم أجد اسمي في أي وقت منها
كي أحط متاعي، وأميّز إخفاقي
أحلامي ليست خضراء
هذا ما أخبرني به قسمٌ عتيق أُطلق
حارّا من زَلّة نَص
فأتلف نصف المأونة، وسدّ منبع الملامح
لا أنتمي لموطن الشتاء
فلاطالما أعصرت غيمة عينها لتبلل اصفرار عيني!
لا أهتم بالجغرافيا كي أقول بأن الأرض كروية أو حزينة
لكنني أعرف بأن قلبي كان مسطحا لكل أحجياتك الطارئة،
ومتاحا للمفاتيح السائبة

لا بد أني أعرف وجهتي الآن
وقد انقطع الكهرباء فجأة كإلحاحي
ولم تُكمل فيروز سلامها للشروق
كانت تردد “وا حبيبي واحبيبي أي حال أنت فيه”
فلماذا الغَاية تَعرق في القش
تَسعل خُطواتي حصى،
تعطس أملي فقاعات جاثمة
لماذا الطير لم يغادر عشه
ويحلق فوق الأماني
كي يبحث عن فقيد ضاعت هداياه
ها هي الساعة السادسة صباحا
أيها الضَّاحك مني.
إنه بداية يوم غَريب
وقد كانت ذاكرتي تعرفني باسْمك ثانية
عند أي ليل كان…
وعند أي حشرجة تُنقّي الكبرياء
سأكون يا حَبيبي
‘أيها الضاحك مني ‘
ورقة خريفية تأبى السّقوط
وتهليلة ضوء
تُركت للكون عند الغروب
لتُشفي الليل من بأس رحيلك
وترتجي العافية لسطوع طائف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى