في مثل هذا اليوم منذ شهربن، كانت عقارِب الساعة تُشير لكوني لم أنَم مُنذ ما يزيد عـن 3 أيام قبل المباراة النهائية ، حاولت إغماض عيني لكن تسارع دقات قلبي أعلنَ استحالة أن ينام شخص يصل الأدرينالين بعروقه لأعلى المُستويات.
انتظارٌ مُر ووقت أدهى وأمَر، كأني محكومّ عليا بالاعـدام وأنتظر يوم التنفيذ، هل سيتدلّى جسدي مـنَ المشانِق! أم سيأتي مكتوبة باللحظة الأخيرة ليُعلِن إيقاف التنفيذ !
وكلما تذكرت ان كرة القدم ماهي إلا مُجرد "لعبة" كنت أشعر وكأنّ الله يُهييء مِزاجي لسقوطٍ سيُدمي القلب دهرًا، خسارة النهائي وللمرة الثالثة وأمام الغريم ؟ كابوس يومي تظهر فيه كوادر افتراضية كانت أقذَع من غُصّةٍ بالحَلق!
ونوعيّة الغَريم نفسه تبعث على القَلَق، عقلية لا تمَل من ابتداع مـؤامرات كونيّة، لديهم رحابة نفس وسِعة صدر لجعل مُراوغة جميلة أهَم من الفوز بمُباراة مثلًا!
تخيل أن تكون أمام خـصم يحتاج مجهود عقلي لاقناعه بأنه الطرف الخاسر أكثَـر من مجهود فني للفوز عليه أصلًا ؟
كل يومٍ يمُر يتزايد القلق ، القاهرة مع سهرة تاريخيّة لن تنساها، سهرة تاهت منها عشرات الكواليس بسبب الكورونا وغياب الجماهير، كأن أقدار السماء أعلنت تعاطفها سلفًا مع المَهزوم لحمايته من موكب احتفالي لن تنساه مصر أبدًا !
أحَد العقلاء يظهَر مُتوشحًا بنظرياته الكلاسيكيّة، ماذا سنَجني بالنهاية؟
نجني الفرحة أو حتى الحزن في نهاية الطـريق بعد رحـلة من الشغف ، فلا قيمة لحياةٍ رتيبةٍ أُحاديّة المزاج والهوى.
نهائي القرن كان النِزال الحاسم، الحلقة الأخيرة من مُسلسل ألف ليلة وليلة لإسدال الستار عن حقبة تاريخية سيتحتّم على أجيال كثيرة إعتزال النقاش الكروي بعدها لسنوات ورُبما لعقود.
منحة إلهيًة لحسم صراع أزلي وُلِدَ لإسباغ ألوان إما حمراء أو بيضاء على خَشبة مسرح الحـياة الكرويّة.
نسر الأهلي قبض على الأميرة، حبسها واحتبسها بين مخالبه، امكثى هُنا فالزواج هذه المرة جبري لا يعترف أبدًا برغبة الطرف الآخَر.
انتهت اللعبة، لم يعُد هُنالكَ أي داعي للخوض بأيِّ نقاش، بالأخير ستتحدّث الحقائق، تسديدة أفشة ستنضَم لسلاح المدفعية المصريّة الباسلة، التاسعة بتوقيت الأهلي رفعها حارس مصر الأول، ورفع معها السعادة لأعلى القِمم وارتقى بالفخر لأعلى الهِمم، وستجلس أمام شاشتك لتُتابع كأس العالم للأندية.
سامحني للإطالة، اعذرني للإسهاب، سأفرح حتى الثمالة، سأكتُب حتى تجِف الأقلام، فليلة كهذه لن تُنسى ولو بعد حين !