مخاضاتٌ مُحتمَلة

لا جديد يطفو علىٰ السطح
البحيراتُ راكدةٌ ٫
السكونُ يتمدّدُ ٫
المُحرِّكُ في سباتٍ
والعَتَلاتُ تعودُ القهقرىٰ
ثَمَّة دليلٌ أصابَهُ الأفولُ
فما عادتِ العنادلُ تُغنِّي الصباح
ولا المساءاتُ توّاقة للهطول
أتَّقي برغباتي المستترةِ
كلَّ المزالقِ في هفواتِ الطريق
وأمضي دونَ أنْ أصغي
إلىٰ الجدرانِ وهي تطلقُ
سراحَ أحجارها
ولا للشِباكِ إذا جابهتني بدهائها
أخيِّبُ ظنَّ الفِخاخِ
إذ لم تطأها أقدامٌ زَلِقَةٌ
لحرصي علىٰ الفراشاتِ
وهي تذبُّ عن فرادَتِها
اتقاءً لمحرقةِ الألوان
رغم ذلكَ قَدْ أهتدي لجذوةٍ
قبلَ أنْ تتهشمَ
وتغدو بقايا رماد
أو تعصف بي رشقةٌ
من رذاذٍ ماكرٍ
حينَ أتلفّعُ باليباسِ
وأعتنقُ الغيمَ
كي لا يتبدّد في الضياءِ
متوارياً ينبحُ خلفَهُ ليلٌ أسودُ
أتلو عليهِ تعاويذَ الرحيلِ
لأنَّهُ غارقٌ في البللِ
ولأنّني أقصىٰ الجفاف .
كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي
العِراقُ _ بَغْدادُ