من الطبيعي أن يقلق المرء من أن يكون عرضة لأي اختراق وتسريب لبيناته الشخصية خصوصا مع توالي هذه الحوادث مؤخرا وعلى مستويات عالية.
إذ كشفت هيئة مراقبة الانتخابات في المملكة المتحدة الثلاثاء النقاب عن أنها وقعت ضحية لـ “هجوم إلكتروني معقد” ربما أثر على الملايين من الناخبين.
وظهر أيضاً أن التفاصيل الشخصية لضباط الشرطة في إيرلندا الشمالية نُشرت عن طريق الخطأ.
لكن ما الذي بوسعك أن تفعله إذا كنت قلقاً من أن تكون بياناتك الخاصة قد تم تسريبها، وكيف يمكنك منع حدوث ذلك؟
إلى أي مدى تُعتبر بياناتي آمنة؟
بشكل عام، عندما تستجيب مؤسسة عامة مثل الشرطة في إيرلندا الشمالية لطلبات تتعلق بحرية المعلومات، فإن عليها أن تزيل جميع البيانات المعرّفة بالهوية. لكن في هذه الحالة، قامت الشرطة بنشر تفاصيل سرية عن طريق الخطأ، تاركة بعض الضباط وعائلاتهم قلقين على سلامتهم.
غير أن شخصاً عادياً يتأثر بعملية تسريب للبيانات أو قرصنة عليه أن لا يصاب بالذُعر.
وفيما يتعلق بالهجوم الإلكتروني الذي أثر على الناخبين البريطانيين، اعتذرت مفوضية الانتخابات لأولئك الأشخاص المتضررين لكنها تقول على موقعها الإلكتروني إن البيانات التي تحتفظ بها “محدودة”، والجانب الأكبر منها متوفر في المجال العام”.
وتقول المفوضية: “وفقاً لتقييم المخاطر المستخدم من قبل مكتب المعلومات في المفوضية (الهيئة المنظمة للبيانات) لتقييم الضرر الناجم عن خروقات البيانات، فإن البيانات الشخصية المحفوظة في سجلات الناخبين، وهي عادة ما تكون الاسم والعنوان، لا تمثل بذاتها خطراً كبيراً على الأفراد.”
ويمكن الجمع بين هذه المعلومات وأجزاء أخرى من البيانات عنك، مثل ما تنشره على وسائل التواصل الاجتماعي، من أجل تحديد هويتك- لكن هذا يحتاج وقتاً طويلاً كما أن المجرمين السيبرانيين لا يستهدفون بوجه عام سوى الأفراد البارزين في المجتمع.
وما لم تكن قد اخترت استبعاد اسمك من السجل الانتخابي المفتوح، فإن جانباً كبيراً من هذه المعلومات سيكون متاحاً على الانترنت للعموم.
وإذا كنت قلقاً حيال خرق مختلف للبيانات، ومتخوفاً من أن تكون معلوماتك قد ضاعت، فهنالك مواقع على الانترنت أيضاً يمكنها أن تخبرك إذا كان بريدك الإلكتروني جزء من عملية اختراق معروفة للبيانات.
وتنصح مفوضية الانتخابات بشكل خاص الأشخاص باستخدام الخدمة المجانية المتوفرة “Have I been Pwned” للتحقق من ذلك.
ما الذي يمكنني عمله لإبقاء بياناتي آمنة؟
تخطى البودكاست وواصل القراءة
بي بي سي إكسترا
بودكاست أسبوعي يقدم قصصا إنسانية عن العالم العربي وشبابه.
الحلقات
البودكاست نهاية
إذا كنت تعتقد أن كلمة المرور لحساب ما ربما تكون قد سُرقت، فإنه من المنطقي أن تقوم بتغييرها.
لكن عليك أن تكون حذراً من الاستجابة لأي رسالة بالبريد الإلكتروني تنصحك بفعل ذلك، حيث من الممكن أن تكون محاولة للنصب عليك- وبدلاً من ذلك عليك أن تزورالموقع كالمعتاد، وتغير كلمة المرور من هناك.
ولهذا السبب أيضاً من المهم أن تكون لديك كلمات مرور مختلفة للحسابات المختلفة.
ومن خلال الحفاظ الدائم على كلمات مرور مختلفة لتسجيل الدخول، فإن الاحتمال أقل بأن تؤثر عليك عملية قرصنة مستقبلية بشكل خطير حيث أن القراصنة لن يتمكنوا من استخدام بياناتك أكثر من الدخول إلى خدمة واحدة استخدمتها.
والشيء الآخر الذي يمكن للأشخاص فعله هو البقاء متيقظين على الانترنت لتجنب أي فقدان للبيانات.
وأظهرت دراسة حديثة أجراها بنك باركليز ونشرت الأربعاء أن 87 في المائة من كافة عمليات النصب تحدث على منصات التكنولوجيا مثل تطبيقات المواعدة ووسائل التواصل الاجتماعي والأسواق الإلكترونية.
وتقول الدراسة إن عمليات النصب هذه في تصاعد، وتريد من منصات التكنولوجيا أن تتحمل جانباً من المسؤولية.
ويقول مات هامرشتاين، الرئيس التنفيذي لباركليز: “بدون المساعدة المشتركة من المؤسسات التكنولوجية والحكومة والجهات التنظيمية، فإننا نجازف بإتاحة النمو بلا رادع لما هو الآن أكثر الجرائم شيوعاً في المملكة المتحدة، والذي يلحق الضرر بعدد لا حصر له من الأفراد ويكبد اقتصادنا المليارات كل عام.”
ويضيف قائلاً: “تظهر بياناتنا أن منصات التكنولوجيا- وبخاصة وسائل التواصل الاجتماعي- هي الآن مصدر جميع عمليات النصب تقريباً. ولكن لا يوجد حالياً تشريع أو هيكل تنظيمي يجبر القطاع التكنولوجي على دعم منع هذه الجرائم، كما مطبق بشكل صحيح مع البنوك.”
ولكن هناك خطوات قليلة بسيطة يمكنك اتخاذها للبقاء آمناً على الانترنت، والتي يمكنها أن تساعد في حماية بياناتك- ومحفظتك.
وهذه الخطوات تشمل استخدام كلمة مرور قوية لكل موقع تزوره، وتجنب الرسائل الإلكترونية التي تصلك من أشخاص لا تعرفهم، واتخاذ الحيطة والحذر عندما تزور مواقع غير مألوفة.
وهناك قائمة إضافية بالخطوات متوفرة لدى “آكشن فرود”، وهو مركز الإبلاغ الوطني في المملكة المتحدة عن أي عملية احتيال أو جريمة سيبرانية.