بقلم: الأستاذ الدكتور رجب إبراهيم أحمد
جامعة السلطان عبد الحليم معظم شاه الإسلامية العالمية
لا أحد يستطيع أن ينكر حقيقة تتداخل اللغات وتتلاقحها وتتناكحها؛ إما بالنحت أو بالاقتراض أو بالتعريب أو بالترجمة كلما اتصلت إحداها بالأخرى. ويبقى من العسير جدا في عالم العولمة والانفتاح في دنيا الناس الآن أن تبقى لغة في مأمن عن الاحتكاك أو التأثر بغيرها. ويتمثل هذا الاحتكاك في انتقال مفرداتها إلى اللغات الأخرى أو العكس؛ وهذا ما حدث بالفعل من انتقال مفردات العربية إلى معظم لغات العالم الأخرى من مثل: الإنجليزية ُوالفرنسية والفارسية والإسبانية والإيطالية، واليونانية والتركيَّة، والأرديَّة.. الخ.
وفي تأثر الرومانية بالعربية؛ يؤكد نيكولاي دوبرشان بعد أن تتبع الألفاظ العربية الداخلة في لغته: “دخلت عدة مئات من الألفاظ العربية اللغة الرومانية بواسطة لغات أخرى، وقد دخل معظم هذه الألفاظ – أي أكثر من 400 مفردة – إضافة إلى مئات أخرى من المشتقات منها في اللغة الرومانية وفقا لقواعد اللغة التركيبية وفي بعض الحالات ساعدت لغات بلقانية أخرى مثل البلغارية والصربية – في عملية انتقال هذه الألفاظ من العربية إلى الرومانية. ولا تزال تستخدم في اللغة الرومانية الأدبية المعاصرة ما يقارب مائة لفظة عربية الأصل بصورة عادية، بالإضافة إلى المشتقات منها، كما دخل عدد أصغر من الألفاظ بواسطة اللغات الرومانسية الإسبانية والإيطالية والفرنسية، وفي الوقت الأخير بواسطة اللغة الإنجليزية ( ).
وأما عن تأثير اللغة العربية في الألمانية فإن المستشرقة (سيجريد هونكه) قد أردفت فهارس كتابها القيِّم “شمس العرب تسطع على الغرب” بملحق ضم أكثر من 250 كلمة عربية بعضها مشترك مع قائمة بيير جيرو الفرنسية ( ).
وأخيرا.. وبعد هذا العرض يتبين لنا بما لا يدع مجالا للشك، ولا محلا للريب أن اللغة وتعلمها له أكبر الأثر في تعزيز التواصل الحضاري وتوثيق الأواصر وتجسير العلاقات بين الشعوب والبلاد.
٣١ مارس ٢٠٢٣