نهائى الحلم الذى فاق الخيال، ميسى يتوج ملكا جديدا خلفا لمارادونا
بقلم الناقد الرياضي إبراهيم موسى
مرت الأيام سريعا وأسدل الستار على المونديال الذى طالما انتظرناه طويلا، وهذا هو الطبيعى فلكل شىء نهاية فتلك هى سنة الحياة، وتلك الأيام نداولها بين الناس.
إلى ستاد لوسيل الذى بدى فى أبهى صوره، مملكة مزينة تستعد لتتويج ملكا جديد، 80 ألف أرجنتينى ملئوا جنبات الملعب قدموا من كل حدب وصوب، أطلق الحكم البولندى سيمون مارتشينياك صافرة بداية المباراة النهائية، ضغط أرجنتينى فى كل اتجاه، رفقاء ميسى يحاصرون الكتيبة الفرنسية ويلعبون مباراة كما لو أنها مسألة حياة أو موت، كيف لا وهى الفرصة الأخيرة.
محاولات أرجنتينية على كافة الأشكال وتسديدات متعاقبة منها من خرجت خارج الاطار، ومنها التى تعامل معها الحارس هوجو لوريس، إلى أن أتت اللقطة المضيئة الأولى، توغل ديماريا من جهة اليسار وراوغ بنجاح، وقع ديمبلى فى المحظور أعاقه داخل منطقة الجزاء واحتسب الحكم الركلة بلا تردد ليسددها ميسى ويعلن أول أهداف اللقاء.
إذا هبت رياحك فأغتنمها، وهذا ما آمن به لاعبو منتخب الأرجنتين، ومن هجمة مرتدة تدرس، وصلت الكرة الى ليو فى منتصف الميدان مررها الى جوليان الفاريز ومن الفاريز الى ماك اليستير الذى بدوره أهداها الى ديماريا ليسجل ثانى الأهداف، وانتهى شوط المباراة الأول بثنائية نظيفة لصالح منتخب راقصى التانجو.
بدأ الشوط الثانى والأرجنتين تحاول منذ البداية تسيير اللقاء واستهلاك الدقائق المتبقية، تغييرات تمت لكلا المنتخبين، لكن تغييرات عن أخرى تختلف فالأولى عصفت بالمنتخب الأرجنتينى والأخرى افادت الديوك الفرنسية، أبت فرنسا أن يمر النهائى هكذا، وقررت أن تهدى قطر واحدا من أقوى النهائيات فى التاريخ، قررت أن تهديها نهائى يليق بالتنظيم المبهر، ومن كرة طولية اخطأ اوتامندي فى تقديرها وارتكب بعدها خطأ داخل منطقة الجزاء ليحتسب الحكم المخالفة ويسددها مبابى ويشعل المباراة.
بعد دقيقتين من احراز فرنسا الهدف الأول، أحرز مبابى هدفا ثانيا وعدل النتيجة لترجع فرنسا من بعيد وتأبى الاستسلام وتذهب المباراة الى أشواط اضافية، بدأت الاشواط الاضافية وظهر ميسى من جديد وسجل الهدف الثالث ليتقدم منتخب التانجو الا أن الرد الفرنسى جاء سريعا ومن مخالفة باليد داخل المنطقة احتسب الحكم ثالث ضربات الجزاء فى هذا اللقاء وأحرزها مبابى مسجلا الهاتريك ومعدلا الكفة للديوك، وكادت فرنسا أن تغتال الأحلام الارجنتينية فى آخر ثوانى المباراة لولا براعة الحارس ايمليانو مارتينيز وتصديه لانفراد كولو مواني، بعدها صفر الحكم معلنا نهاية المباراة بنتيجة التعادل 3/3.
بدأت ركلات الترجيح وتألق مارتينيز حارس التانجو، وتتوج الأرجنتين بطلا للعالم للمرة الثالثة فى تاريخها، ويفعل ميسى ما فعله مارادونا بل أنه تفوق على مارادونا وأحرز أهداف فى المباراة النهائية، وبذلك يصبح ليونيل ميسى الملك الجديد لكرة القدم.