تقرير: وكالات استخبارات تكثف مراقبتها لروسيا بعد التهديدات النووية
تكثف الولايات المتحدة ووكالات المخابرات المتحالفة معها جهودها للكشف عن أي تحركات أو اتصالات عسكرية روسية قد تشير إلى أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمر باستخدام أسلحة نووية في أوكرانيا، وفقا لما ذكره خمسة مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين لمجلة “بوليتيكو”.
ولفت المسؤولون إلى أن أي قرار للزعيم الروسي، يعتبر محاولة يائسة لاستعادة زمام المبادرة أو الضغط على المجتمع الدولي لتلبية مطالبه، وقد يأتي بعد فوات الأوان.
وكشفت تهديدات الرئيس الروسي الأخيرة حجم المأزق الذي وقع فيه “سيد الكرملين المحاصر”، في أعقاب الخسائر المتتالية لقواته خلال غزوها لجارتها أوكرانيا، بينما أصبح الغرب أكثر وحدة “ضد تهديدات موسكو النووية”، وفقا لتحليل لصحيفة “نيويورك تايمز”، نشر في 21 سبتمبر الحالي.
وفي خطاب متلفز، الأربعاء الماضي، أعلن بوتين استدعاء مئات آلاف الروس للقتال في أوكرانيا محذرا الغرب من أن موسكو “ستستخدم كل الوسائل” المتاحة لها للدفاع عن نفسها بما في ذلك السلاح النووي.
وأكد بوتين أن “الأمر ليس خدعة” متهما الدول الغربية بمحاولة “تدمير” روسيا.
وكان خطاب بوتين أكثر من مجرد محاولة لتغيير مسار حربه المتعثرة ضد أوكرانيا، فهو يحول “حربه العدوانية” ضد أحد جيرانه إلى حرب دفاع عن “وطن مهدد”، وفقا للتحليل.
وتقول بوليتيكو إن هناك اختلاف بين الأسلحة النووية التكتيكية والاستراتيجية، وتوضح أنه “يمكن لمعظم الطائرات الروسية، إلى جانب الصواريخ التقليدية وقاذفات الصواريخ، أن تحمل أسلحة نووية تكتيكية. تم تصميم هذه الأسلحة لاستخدام أكثر تحديدا للهدف في ساحة المعركة من الأسلحة الاستراتيجية مثل الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، والتي عادة ما يكون قبلها إشارات تحذيرية عندما توضع وحداتها في حالة تأهب أو توضع في التدريبات”.
وهذا يعني أنه إذا لم يرغب بوتين أو قادته في أن يعرف العالم مسبقا، فقد لا تعرف الولايات المتحدة أبدا متى استبدلت القوات الروسية الذخائر التقليدية بالقنابل النووي التكتيكية.
وقال مسؤول حكومي أميركي لديه اطلاع على معلومات استخباراتية عن القوات النووية الروسية واستراتيجيتها، وهو غير مخول للحديث إلى الصحافة، بحسب المجلة: “نحن نراقب ذلك عن كثب”.
وأضاف أن الجهود تشمل تعزيز وتكثيف عمل أجهزة الاستخبارات لدى الولايات المتحدة وحلفائها في الجو والفضاء والفضاء الإلكتروني، والاعتماد بشكل أكبر على الأقمار الاصطناعية التجارية لتصوير الأرض وتحليل تحركات الوحدات الروسية في الميدان، التي قد تتحرك في وضع يؤشر على تلقيها أوامر باستخدام النووي.
وتلفت بوليتيكو إلى أن “هناك تركيز آخر خارج أوكرانيا، في جيب كالينينغراد الروسي، المحصور بين بولندا وليتوانيا، حيث قام الكرملين بتركيب أنظمة أسلحة مزدوجة الاستخدام وصواريخ تفوق سرعة الصوت”.
وقال الرئيس الروسي السابق، دميتري ميدفيديف، الثلاثاء، إن موسكو لها الحق في الدفاع عن نفسها بالأسلحة النووية إذا تم تجاوز حدودها وإن هذا “بالتأكيد ليس خدعة”.
كما حذر ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، من أن موسكو لها الحق في الرد “دون الكثير من المشاورات” مع تصاعد التوتر مع الغرب بشأن الاستفتاءات التي أجريت في مساحات شاسعة من المناطق الأوكرانية التي تحتلها روسيا.
وانتهت روسيا الثلاثاء من تنظيم استفتاءات في أربع مناطق تسيطر عليها كليا أو جزئيا في أوكرانيا مثيرة غضب كييف والدول الغربية التي وعدت برد قوي في حال ضمها.
وتشير التقديرات العامة إلى أن روسيا تمتلك أكثر من 1900 رأس نووي تكتيكي، يشار إليها أيضا باسم الأسلحة النووية غير الاستراتيجية، وفقا لبوليتيكو.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، إن نظيره الروسي فلاديمير بوتين “انتهك بوقاحة” ميثاق الأمم المتحدة بغزوه أوكرانيا.
وقال بايدن، الأربعاء الماضي، في خطابه أمام الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة إن بوتين يهدد أوروبا بسلاحه النووي، في إشارة إلى خطاب الرئيس الروسي الذي أعلن فيه إمكانية استخدام أي سلاح ضد الغرب، كما أعلن تعبئة جزئية لجنود الاحتياط.