ثقافة وفنونغير مصنفمنوعات

هجر وغدر

شعر / محمد عبد الجواد

النفس تهوى دوما من يلاطفها
ويشتهيها كما لو كانت القمر
ودائم الود يغزو القلب منفردا
ولا ينافسه جان ولا بشر
إن النفوس إذا تآلفت كبرت
تفيض بالحب لا شكوى ولا ضجر
يا زارع الود رفقا حين تزرعه
فأرض قلبي صحراء بلا مطر
ساروي ودك من الشريان كي ينمو
وردا نديا وبستانا به ثمر
ابقى قريبا ولا تهجر بلا سبب
فالعين تبكي ودمع الحزن ينهمر
لا تقطف الود من قلبي مغافلة
فيصير عاصفة لا تبقي ولا تذر
الهجر يعصف أحيانا بصاحبه
وصاحب الجرح يبقى العمر يحتضر
والغدر يهدم جبالا شم راسية
ويبقى الحزن وشما محفوا له أثر
كم خاب ظني بمن أوليته ثقتي
فداسَ قلبي ولم يرع له كبر
ومزق الروح فسال نزيف أوردتي
حتى روى أرضي فنما به شجر
وخان عهدي وكان القلب منزله
فأبى البقاء ولم يبق له أثر
سحبت روحي من الشريان يا أسفا
أوما دريت أن الدم يستعر
أيا يا خنجرا مزروعا بخاصرتي
العين تنزف وجرحي يخسف القمر
الشمس تبدو مكسوفة لنزف دمي
القلب يصرخ أوها كفى هجر
كسرت قلبي بغدر دونما شفقة
فغدوت ظلا بضوء الشمس ينكسر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى