بثينة الأنصاري.. صانعة التغيير وقائدة تمكين المرأة في العالم العربي
كتبت: نوال النجار.
منذ أن خطت أولى خطواتها في عالم العمل، كانت الدكتورة بثينة الأنصاري تحمل رؤية واضحة: تمكين المرأة وتأهيلها لتولي أدوار قيادية في المجتمع، وقد نجحت ببراعة في تحويل هذه الرؤية إلى واقع ملموس، من خلال جهودها المتواصلة ومبادراتها المبتكرة، والدكتورة بثينة الأنصاري: هي خبيرة في مجال التخطيط الاستراتيجي والموارد البشرية، تحمل شهادة الدكتوراه في التخطيط الاستراتيجي والدكتوراه الفخرية في القانون المدني.
رحلة من الشغف إلى الإنجاز
بدأت الدكتورة بثينة مشوارها المهني بدافع شغف حقيقي بتطوير الكفاءات البشرية. وقد وجدت في مجال التخطيط الاستراتيجي والموارد البشرية منصة مثالية لتحقيق طموحاتها، لم تكتفِ بالدراسة النظرية، بل عملت في العديد من المؤسسات القطرية، حيث اكتسبت خبرة عملية واسعة في مجال إدارة الموارد البشرية والتخطيط الاستراتيجي.
صانعة المستقبل
تعتبر الدكتورة بثينة رائدة في مجال تمكين المرأة في قطر، فقد أسست العديد من المبادرات والبرامج التي تهدف إلى دعم المرأة وتزويدها بالمهارات والمعرفة اللازمة للنجاح في حياتها المهنية، من أبرز هذه المبادرات “ملتقى الجيوانة”، الذي يهدف إلى تمكين المرأة في القطاع الخاص وتزويدها بالمهارات اللازمة للاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وقالت الدكتور بثينة في حديث لها، “من خلال مسيرتي في تمكين المرأة، أطلقت العديد من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز دورها في مختلف المجالات، بما في ذلك التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي”.
واستكملت، في شهر فبراير القادم، نستعد لإطلاق “ملتقى الجيوانة لتمكين المرأة في القطاع الخاص”، والذي يركز على دعم النساء العاملات في القطاع الخاص وتزويدهن بالمهارات اللازمة للاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز أدائهن المهني والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وقالت، “سبق لي تنظيم فعاليات مثل، مؤتمر ديتوكس يور لايف 2018″، الذي ركز على تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والشخصية للمرأة، وتطوير قدراتها في مواجهة التحديات. بالإضافة إلى ذلك، أطلقت بودكاست “فنجان مع بثينة”، الذي يُعد منصة لمشاركة قصص النجاح وتسليط الضوء على قضايا تهم المرآة في مختلف القطاعات”.
وأضافت، قدمت العديد من الأبحاث المتعلقة بتمكين المرأة، مع التركيز على دورها في الاقتصاد الرقمي والتكنولوجي، إيمانا بأهمية تجهيزها لعب دور قيادي في هذه المجالات، الملتقى القادم يمثل استمرارًا لهذه الجهود، ويهدف إلى بناء جسر بين الكوادر النسائية والتقنيات الحديثة، مما يعزز مكانتها في سوق العمل ويدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في قطر.
ونوهت، بالإضافة إلى ما سبق، كانت لي تجربة مميزة من خلال نشر وادارة مجلة “قطريات” خلال الفترة 2010-2008، والتي هدفت إلى تسليط الضوء على إنجازات المرأة القطرية ومناقشة قضاياها المختلفة، سواء في المجال المهني أو الاجتماعي.
وقالت، المجلة شكلت منصة لإبراز النماذج النسائية الملهمة وتعزيز الوعي بدور المرأة في بناء المجتمع، إلى جانب طرح موضوعات تتعلق بالتنمية والتطور في بيئة عمل متجددة،
هذه التجارب المتنوعة، بما فيها الأبحاث، المؤتمرات، والبودكاست، تعكس شغفي المستمر بتمكين المرأة ودعمها للوصول إلى أعلى المستويات في مختلف المجالات، خصوصًا مع التركيز على التكنولوجيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي ودورها المحوري في التنمية.
وذكرت، بالإضافة إلى مجلة “قطريات”، تشرفت بالإشراف على مجلة HR، وذلك لال الفترة 2017-2015، والتي ركزت على قضايا الموا ena البشرية وأهم استراتيجيات تطوير الكفاءات في بيئات العمل الحديثة كانت المجلة منصة لتبادل الأفكار والخبرات حول إدارة رأس المال البشري، مع تسليط الضوء على دور المراة في الموارد البشرية وتعزيز تمكينها ضمن بيئة العمل.
تذكرنا قصة الدكتورة بثينة بأهمية التعليم والعمل الجاد في تحقيق الأحلام، فهي مثال حي على المرأة القطرية الطموحة التي تسعى إلى تطوير نفسها ومجتمعها، وقد أثبتت أن المرأة قادرة على تحقيق إنجازات كبيرة في مختلف المجالات، شريطة أن تتسلح بالعلم والمعرفة والثقة بالنفس.
رسالة إلى الأجيال القادمة
توجه الدكتورة بثينة رسالة قوية إلى جميع النساء، قائلة.. لا تكوني مجرد تاريخ ولادة وتاريخ وفاة محفورين على حجر، بل كوني قصة ملهمة تُروى للأجيال، نحن نصف المجتمع، ودورنا يتجاوز حدود المنزل أو العمل؛ نحن المحرك الأساسي للنهوض بأوطاننا وتحقيق التنمية المستدامة.
وأكملت، ابتعدي عن استهلاك التفاهات والتباهي المظهري الذي لا يعكس قيمة حقيقية. كوني منتجة، اصنعي أثرًا يُخلد اسمك، واسعي لتطوير نفسك معرفيًا ومهنيًا. لا تنغرّي بما يُلمّع على وسائل التواصل الاجتماعي؛ فكثير منه فقاعات فارغة، لا تمثل جوهر الإنسان الحقيقي.
وشددت على دور المرأة المحوري في المجتمع قائلة: “لديك دور محوري في تربية الأبناء على القيم العربية الأصيلة، مع الانفتاح الواعي على التطور، دون أن تفقدي الأساس والهوية، نحن بحاجة إلى نساء يحملن راية التغيير الإيجابي، يزاحمن السطحيين بتقديم محتوى عربي ثري وهادف، يُعيد المجد للمعرفة، ولا يجعل العالم يستهزئ بنا، كوني انتِ الضوء الذي ينير الطريق، لانك عندما تنهضين، ينهضر المجتمع بأسره، احملي مسؤولية هذا التغيير، وكوني فخورة بأنك صانعة المستقبل.
ختامًا، الدكتورة بثينة الأنصاري ليست مجرد اسم، بل هي رمز للتمكين والنجاح، إنها مصدر إلهام للكثير من النساء في قطر والعالم العربي، وقد أثبتت أن المرأة القطرية قادرة على تحقيق إنجازات عظيمة في مختلف المجالات.