اللغة العربية
بقلم / محموددرويش
قال مصطفى صادق الرافعي “رحمه الله” -: وإن هذه العربية بنيت على أصل يجعل شبابها خالدًا عليها، فلا تَهرَم ولا تموت”
كلمات عميقة كُتبت عن اللغة العربية مُنذ زمن .. لكنها تبدو اليوم كصرخة استغاثة .. اللغة باقية؟ نعم … لكن السؤال هو : هل نحن باقون بها ؟.. أم أننا نغادرها شيئًا فشيئًا تاركينها خلفنا وهي تنادينا بلا مُجيب؟..
ما يجعل اللغة حية ليس الحروف ، بل أهلها .. ليست المشكلة في العربية ، بل فينا نحن .. الرافعي كان يراها شابةً خالدة ، أما نحن فنبدو كشيوخ نحملها على عكازاتنا .. نتثاقل بها بدل أن نتفاخر .. نحن الذين نطارد لغات أخرى وكأنها بطاقة عبور إلى العالم المُتقدم .. بينما نترك لغتنا تتأوه من التجاهل ..
العربية رغم جمالها ليست كائنًا سحريًا يعيش وحده في العزلة .. هي تحتاج من يحملها ، من يُعيد لها وهجها .. من يستخدمها بصدقٍ في التعبير لا التفاخر ..
أن تُبقيها حية يعني أن تكتب بها .. أن تقرأ بها .. أن تفكر بها .. لا أن نحصرها في نصوص الكتب المدرسية أو خطب الجمعة .