الرؤى تُلمع رأس الفأس
مصطفى فرج الطبولي
الرؤى تُلمع رأس الفأس، وتتوه في صدري
وهذا المساء يمشي مسرعا عاري الوعود،
أغنية تطل من النافذة لتقطف الورد، والخجل،
ضوء يَهف على نمو حُب،
وابتسامات تملأ الطرقات الوعرة،
تدبغ العطل، وتصبغ الأحجار بلون الزهر !
حتى لا تكاد ترى للبؤس موطئا، و لا للتوجس متكئا!،
الانتظار يُنضج الحصاد، ويروي عطش العناد!،
على رأس الوادي بيت أبكم مطلي بوحدة الغابة،
تشعله ذاكرة صفراء،
تزوره الخرفان من حين إلى حين،
تعطّره الطيور، وتسقيه السنين،
كيف تمضي أيها الولد القروي إلى تلك الهضاب الغنائية
بلا خبز الأمهات
بلا شاي أسود يحمل فقاعات المعنى،
بلا أغنية تحفظها عن ظهر إرث،
تخنق أحشائك بأصداء المطر، وتمضي حيث يبللك الأمل القديم !،
ترتدي ابتسامتك لثاما سرمديا ،
وشكوك كيسا يتسع الإكليل، والدموع !
تتسكع بعصاك بين الصخور لتكشف حِشمة الوله، وتصافحك الأرانب، والحَجل!
كي تنحت خطوك الأفاعي، وتستحي أن تبث مكرها في شقوق قدميك !
علها تلتقفك الراحة الأبدية من نواجذ القلق ،
لا تبالي بأي وزن يقفز الهم فوق الجبل،
تحمل انسانيتك جردا عتيقا ، وتزرعها ظلالا للورود !
تتجلّى أمام عودك في ولاء النّشوة ،
وتربط لقاءاتك بأجنحة الهدهد الكسيح ،
تتخذ من العشب مدفئة، ومعطفا،
تصنع من ورق “الشمَاري” مروحة تبرِّد أنفاس المغاور !
تجهّز مصيدتك كي يقع الوقت فريسة لحلمك القاصر….
ثم تغفو أيها الولد القروي !
تغفو
وتدع الشهب تغيب في عينيك المتبلدتين
وتضمحل على أنقاض السحب!،