لَوْ أنّ لي أجلينِ
لتركتُ الأوّلَ علىٰ غاربهِ
وأعقدُ صلحاً مع الثاني
سأغضّ الطرفَ عن الحروبِ
غير المعلنةِ في الفضاءِ الفسيح
أُعرّي بِصمتي كُلّ الطباخينَ
الذينَ أفسدوا الطبخة
وأمنعُ جلّ خدماتِ ما بعدَ الموت
فلستُ سخيّاً لتقمّصِ
أدوارِ غيري بالنيابة
لو أنّ لي فنّاً
سوفَ أرسمُ مستنقعاتِ الخذلان
وأبعثها إلىٰ أصحابِ العنتريات الفارغةِ
لتكونَ نصبَ أعينهم صبحَ مساء
تكفيراً لأخطائهم السالفة
لو كنتُ من آلهةِ الشتاتِ
لأعلنتُ براءتي من تهمةٍ
لمْ أقترفها
وأشدّ رحالي لعوالمَ
لا تدركها الظنون
لو أنّني لمْ أولد في هذا الزمنِ الكذوب
كنتُ سألقي علىٰ الرملِ
تحايا الأثر
وعلىٰ الصخرِ نقوشَ الرقيم
بأنّ فسادَ الجوِّ مما تلطّختْ بهِ الأيدي
قبلَ أنْ تنفثهُ أفواهُ الخطايا
سأحدّثُ عَنْ خبثِ الأشواكِ
في الأكمام
عن غرائبيةِ الشخوصِ
في القصصِ العجيبة
عن براءةِ المجهولِ
في الجرائم المعلنة
عن السُحُبِ التي لا تمطر
لأنّها مثقلةٌ بهمومِ التصحّر
لا تداوي صدعَ يبابِ الأرضِ
المتشقّقةِ ظمأً يرتجي
بشاراتٍ غائبةً
عن أكاذيبَ سودٍ
تنثرُ البياضَ علىٰ سديمٍ قاتم
وعنْ قصيدةٍ حديثةٍ
لمْ يُكتبْ لها الظهور
لأنّها لا تحملُ إرثاً قديماً
وأنّ الشِعرَ فيها مصابٌ
بسهامِ الظنون .
كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي
العِراقُ _ بَغْدادُ