أخبار مصرسياسة

إسرائيل توسع من إرهابها المنفلت! (على هامش اغتيال حسن نصر الله)

 

بيان رقم (8) لثلاثة أحزاب شيوعية-عمالية في المنطقة

 

أعلنت المصادر الرسمية لحزب الله عن مقتل حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، وبعض الشخصيات القيادية الأخرى لحزب الله، ومن بينهم علي كركي مسؤول الجبهة الجنوبية لحزب الله، وجاء عملية الاغتيال جراء هجوم نفذه الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة (27 أيلول)، عبر عملية قصف مكثف لمنطقة الضاحية جنوب بيروت، وقامت إسرائيل بهذه الهجمة العسكرية، التي تمثل اشرس هجمة على لبنان بعد حرب الثلاثة والثلاثين يوم في تموز 2006، وقد القت أكثر من 85 صاروخ، بما يعادل 85 طن، وسويّت بالأرض ستة بنايات في أحد المناطق المكتظة بالسكان في مدينة بيروت. وطبقاً لتقارير مسؤولي الحكومة اللبنانية، فانه تم قتل العشرات وجرح المئات لحد الآن، وليست معلومة لحد الآن الأعداد النهائية للضحايا والذين لا يزالون تحت الأنقاض.

لقد تحدث بايدن عن نصر الله وعرّفه بوصفه مسؤولاً عن مقتل مئات الأمريكيين وعن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وبإعلانه عن أنَّ مقتله يمثل “معياراً للعدالة للضحايا المتعددين ومن ضمنهم آلاف الأمريكيين والإسرائيليين وغير العسكريين اللبنانيين”، وبهذا فإنَّ بايدن قد وضع عملياً ختماً وإمضاءً بتأييد هذا الاغتيال والعمليات الإرهابية التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية.

وبعد محو قطاع غزة وعمليات القتل الوحشي لأكثر من 41 الف إنسان بريء، وبعد تحويله الى مقبرة جماعية بحجة “تحرير الرهائن” و”الدفاع إسرائيل عن نفسها” و”مجابهة حماس”، شرعت هذه الأخيرة، بهجمات مستمرة على لبنان وتكرار الجرائم وأعمال القتل الجارية في قطاع غزة في لبنان، وهذه المرة بحجة “النضال ضد حزب الله” و”صيانة أمن إسرائيل”.

لا تختلف حكومة إسرائيل في أعين البشرية المتمدنة والمحبة للإنسان في العالم عن نظام هتلر الفاشي. يحكمها نظام يغط في أزمة سياسية، ويرى في توسيع الحرب في الشرق الأوسط سبيل الخلاص الوحيد له من أزمته وانسداد آفاقه السياسية وسبيلاً لإدامة عمره وبقائه. إنَّ الاغتيالات في سوريا وطهران، القصف والاستفزازات العسكرية، وأخيراً، الهجمة العسكرية على لبنان وقيام نتنياهو شخصياً بتهديد ايران والعراق بالهجوم والقصف هي جميعاً جزءاً من هذا السيناريو وجزءاً من سعي حكومة يائسة، حكومة على استعداد لرمي العالم في النار من أجل بقائها. إنَّ هذا السيناريو تدفع ثمنه الجماهير في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا ومنطقة الشرق الأوسط.

إنَّ الإبادة الجماعية، والجرائم الحربية، والاغتيالات، هي جزء من الملف الكالح للحكومة اليمينية والفاشية في إسرائيل، خلال السنة المنصرمة وحلفائها الغربيين. إنَّ هذه الدرجة من الانفلات والوحشية والإجرام الجنوني لحكومة إسرائيل الصهيونية يستحيل دون الدعم المالي والسياسي والتسليحي والتعاون الوثيق للأجهزة الاستخبارية للحكومات الغربية، وعلى رأسها حكومات أمريكا وبريطانيا. ولا تعد الحكومات الغربية داعمة لمجمل جرائم حكومة إسرائيل ضد الأبرياء في فلسطين ولبنان فحسب، بل إنها شريكة في هذا الإجرام.

إنَّ قرارات الأمم المتحدة والخطابات “الحماسية” لممثلي الحكومات “الداعمة لفلسطين” ضد أعمال القتل وإداناتهم “الشديدة اللهجة” للجم ماكنة القمع الجماعية الإسرائيلية وقرارات الاجتماعات المتنوعة من بريكس الى “جامعة الدول العربية” “منظمة البلدان الإسلامية” ضد جرائم حكومة إسرائيل هي كلها جزء من الاستعراض البشع وهي مجرد سيرك يجري منذ أعوام، سيرك لا يعد اليوم لدى البشرية المتمدنة والمحبة للإنسان أمراً مكرراً ومملاً فحسب، بل يبعث على الاشمئزاز فعلاً.

بيد أنَّ العالم ليس مسرحاً لألاعيب هذه القوى الغربية عن طريق دعم وموازاة الجرائم المبرمجة والمشتركة لـما يسمونه بـ “المجتمع الدولي” ــ من وجهة نظرهم ــ ضد البشرية، وبدعم وموازاة الألاعيب الدبلوماسية لمنافسيهم في بريكس، وكذلك استغلال عدد من الدول الرجعية في المنطقة، من إيران الى مصر والسعودية، لمآسي جماهير فلسطين، بل يقف مقابل ذلك حركة عالمية لإنهاء هذا الجنون والجريمة. حركة وضعت في أعلى لائحة صراعها حرية وتحرر جماهير فلسطين وإنهاء الإبادة الجماعية ومحاسبة مسببي هذه الإبادة الجماعية ولجم حكومة إسرائيل الفاشية وحلفائها. إنَّها حركة لم تهدأ لحظة منذ عام، وتستعرض نفسها يومياً باقتدار متعاظم. فالطبقة العاملة في إسبانيا بإضرابها لـ(24) ساعة يوم 27 أيلول وباحتلالها لشوارع مدريد وبرشلونة وبرفعها لمطلب قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية والعسكرية مع إسرائيل، فإنَّها تكون قد أعلنت بقوة اطلاق صافرة دخولها في هذا الصراع.

إنَّ هذه الحركة قادرة، أكثر من أي وقت مضى، على إنهاء النزعة العسكرتارية والحرب والإرهاب والإبادة الجماعية وانفلات الفاشية ومجرمي الحرب، فمصير وحرية جماهير فلسطين والأمان والسلام في المنطقة والعالم هو بأيدي هذه الحركة، وعلى رأسها الطبقة العاملة. إنَّنا ثلاث أحزاب شيوعية عمالية في المنطقة نسعى، جنباً الى جنب حلفائنا في الشرق الأوسط، لتقوية هذا القطب وتوسيعه في الشرق الأوسط والعالم. فهذا هو السبيل الإنساني الوحيد والواقعي الوحيد للجم إرهاب أمريكا وحلفائها وحكومة إسرائيل الفاشية بوصفها قوة وكيلة لها في المنطقة.

الحزب الشيوعي العمالي العراقي

الحزب الشيوعي العمالي الكردستاني

الحزب الحكمتي (الخط الرسمي)

28 أيلول 2024

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى