غير مصنفمقالات

أبو خابصها ظاهرة بنكهة عراقية ….في سطور

احمد الحربي جواد

 

لقد ظهرت مؤخرًا على مواقع التواصل الاجتماعي مصطلحًا طريفًا وغريبًا فيه واحدًا : ” أبوخابصها “.
ويسحب هذا الاشتراك على الأشخاص المشاركين بشكل خاص، وغريب، أو حتى “غبي”، وقد يكون استثناءهم هذا مقصودًا أو عفويًا، لكن الهدف غالبًا هو جمع أكبر عدد ممكن من الإعجابات والمشاهدات .

لا يمر يوم أو يومان إلا ونجد عمق “أبو خابصها” قد يتخذ برأيه في كل شيء: من سبب فشل وصول العراق إلى كوكب المريخ، لتفسيره علمي لاختلاف تحليل البامية بايتة في ثريد التشريب !

أي من رأي العام، مساهمه حاضراً، برأي يخالف المنطق والواقع، وآخر مثال هو ما حصل بعد خسارة اختيارنا الوطني في واحدة أساسية، حيث أغرقنا بآراء تكتيكية وتحليلية، ومتنوعة مدرب عالمي مخضرم .

ولا يكتفى بذلك، بل تمتد فضوله ليغطي المجال، بخبرة ضباط ركن الخريجين من أكاديمية عسكرية “سانت هيرست” البريطانية، ومع ذلك لا يتردد إظهار مهاراته الهندسية في البناء والفضاء والطائرات الارضية للسطحباختصار: وسيلة متنقلة .

أما في السياسة؟ فوضع ولا حرج. آراء ومعلومات “حصرية” لم تستمع إلى السياسيين أنفسهم، وحديثه بجملته المفضلة :
جماعة قالوا لي، وانت أخوية وما أضم شي، وتصنع وثائق ويكيليكس خاصة به فقط !

لكن الخطر الأكبر يظهر عندما يتحول إلى طبيب العلامة .
المريض العراقي اليوم اتصل حائرًا بين توجيهات طبيبه المختص، ونصائح صديقه “أبو خابصها” الذي سبق أن أُصيب بنفسها، والاختلاف فقط في الطبيب، والتشخيص، والدواء !

وفي كل بيت عراقي “طبيبًا” من هذا النوع، يُشير باستخدامه العشوائية :
قبل الأكل، بعد الأكل، خذ نص حبة، كلها وحدة مرة واحدة“.

وإذا كانت حالة المريض، وذهب إلى المستشفى، فإن “الكردوس” شمل لا يشمل نسخة من “أبو خابصها”، وسوف يحتفله بسهولة، لأنه سيكون مشرفًا عامًا :
وين طبيب؟، بالرغم من عدم وجودها أمامه .
ولا تنسَ تعليقه الحاسم :
ليش ما شدّوله كانونة؟ يرادله واحد ياخُذله سونار، وخلِّص له حاجه جيدة “!

حتى القانون لعبه! فهو قاضي، ومحامي، وإذا لزم الأمر… حرامي .
ويمكننا شرح الفروق الدقيقة بين قوانين المرور البريطانية والأمريكية، والغرامات والمعاملات الحكومية والعقارية .

أما في قيادة السيارة؟ فخامة أبو خابصها” لا يستخدم مطلقًا، وصوت المنبه والإضاءة التنجيدية عنده لست باريسية بل للعزف،
يعزف بها “هوسات” أنت تمارس مسرح خاص به !

أبو خابصها” موجود في كل مكان، في كل وقت، ومع كل حدث .
وعلينا إلا أن نتجاهله، لا نعطيه حجما أكبر مما يستحق، كي لا يتولى المسؤولية علينا… ونعمة عليه .

وللحديث بقية… دمتم سالمين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى