جاء المسيح

عوني سيف ، القاهرة.
كان السيد المسيح يعلم الناس على سفح جبل الجليل و بجوار بحيرة طبرية و في منازل التلاميذ و الناس البسطاء . ماذا كان يعلّم؟…..كان يعلم الإنسان كيف يكون محب لأخيه الانسان، محب للسلام.و تجد جوهر هذه التعاليم في موعظة الجبل ، الكل يعرفها و الكل مرت عليه على الأقل مرة أثناء الإطلاع بسبب شهرتها.لكن قليل القليل من يطبقها أو يعمل بها.
كان السيد بسيط الملابس، لم يرتدي ملابس مميزة مثل كهنة اليهود في ذلك الوقت.
لم يأتي لكي يؤسس ديانة بل جاء ليرفع قدر الإنسان.جاء ليؤسس عدل و رحمة على هذه الأرض.
ما جاء ليؤسس الانقسامات الموجودة حالياً ، بل جاء لوحدة الإنسان مع الخير و السلام.
ولم يكن في نيته أن اتباعه يقسمون أنفسهم إلى طوائف و الطوائف إلى طوائف.
ولم يكن في نيته أن اتباعه في المستقبل يرتدون الملابس المطرزة الذهبية و يبنون الكنائس الضخمة ، بل بالمؤكد من حياته الشخصية أنه جنح نحو البساطة و نحو مساعدة الإنسان.
تخيل معي يا صديقي أن السيد المسيح احب أن يكون سلطوياً،
، كان من السهل عليه جمع المال من الكثيرين الذين يدعونه “يا معلم” كان بني لنفسه بيت ضخم وكان قد كتب عليه لافته ” بيت المعلم”, لكن هذا لم يحدث ، فأخبر عنه التلاميذ، و هو قال عن نفسه” لم يكن له مكان ليسند رأسه”.
و من هذا المنطلق ، على المسيحيين الحقيقيين ، أفراد و كنائس و مؤسسات ، أن يكونوا في خدمة الإنسان ، في خدمة البشرية ، لنشر قيم المحبة و السلام ، إذا كانوا يريدون الاقتداء بسيدهم.
فالسيد المسيح خاطب التلاميذ أن يكونوا كذلك حينما قال ” انتم ملح الأرض ، انتم نور العالم “.