أخبار عربيةمقالات

صُناع الأجيال ” السيدة العظيمة ربيعة نور جمعة آل راشدي ” 

بقلم حلومة بن الجواني

48 عام من العطاء اللامحدود في مجال التعليم العام والخاص بين مدينتين طُبرق وبنغازي .

عند اقصى مدن الشرق الليبي ولدت السيدة ربيعة نور جمعة عام 1961 بِمدينة طُبرق، حيث ترجع أصولها إلى مدينة الكفرة عاشت وترعرعت وحاطت بين الأسرة الملكية سماها الملك الصالح ” إدريس السنوسي ”  ربيعة ” لكونها ولدت بفصل” الربيع” شهر” أبريل ” حينها قرأ على رأسها الفاتحة ودعى لها أن تكون ابنة بارة لوالديها.

قمرها كان ينير “شارع فلسطين والقصر الملكي ” بحسن تربيتها واخلاقها واحترامها ، فهي كانت ابنة الحاج نور جمعة الرجل المُتدين التقي، الرفيق الدائم للملك الصالح إدريس السنوسي والشيف المطبخ الملكي .

تخرجت من معهد معلمات درنة، دبلوم خاص لغة عربية ودراسات اسلامية، عاشت فترة وجيزة بمدينة درنة رفقة زميلاتها بدار السكن الداخلي .

انتقلت إلى مدينة بنغازي عام 1983 مع أسرتها بالكامل وتركت خلفها ذكريات عظيمة لمكان عظيم وهي مدينة طُبرق ” مدينة الطفولة والسلام لها ”

درست بالعديد من المدارس من بينهم مدرسة الفيحاء / طبرق _ مدرسة القرضابية/ بنغازي_ مدرسة الأصالة/ بنغازي  _ مدرسة البطنان / طبرق مدرسة الامل / طبرق _ مدرسة الفكر الرايد / بنغازي

خرجت الكثير من الأجيال القديمة من بينهم ضباط شرطة، دكاترة، ومهندسين إلى الآن اصحاب مكانات مرموقة.

عُرفت منذ فترة شبابها “بالرحاليستا ”  تجولت بين العديد من المدن الليبية من بينهم  مدينة طرابلس، غدامس، نالوت، صبراته، غريان، مصراتة، سرت، سبها، غات، رأس لانوف، سوسة، درنة، رأس الهلال، الجميل والكثير من الرحلات السياحية المدرسية مع زميلاتها المُعلمات والطالبات .

كما تميزت بحضورها وشخصيتها واناقتها الملحوظة بين فتيات جيلها .

رغم مرار البُعد عن عائلتها، وبعد 35 عام  رجعت إلى مسقط راسها مدينة طُبرق مع أبنائها الثلاثة فقط، حاملة في قلبها شوقاً وحُباً لطفولتها البريئة، استكملت حياتها هُناك  افتتحت وأسست مدرسة خاصة عام 2014 تُعرف باسم ” مدرسة ليبيا الجديدة لتعليم الخاص ” تخرجوا منها أجيال  التسعينات والالفين استمرت في العطاء والتفاني والإخلاص والجد والاجتهاد والكفاح لمدة 10 سنوات من النشاط التعليمي والتربوي  .

أما عن رحلة وفاتها فهي رحلة كبيرة من الحزن صعب نسيانها، رحلة كانت مليئة بالمشقة بالتعب وبالكفاح المُستمر، رحلة انتهت بمرض لن يستمر طويلاً، رغم الالم الذي كانت تشعر به إلا  انها كانت حاملة رسالة وفاء وحُب عظيم لأبنائها ، رسالة إنتهت بليلة القدر وهي ليلة مُميزة تتكرر كل عام هجري في شهر رمضان، فهي إحدى ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان.

انتقلت الأستاذة القديرة والمعلمة الفاضلة ربيعة نور جمعة آل راشدي إلى رفيق الاعلى بيوم 26 من شهر رمضان والموافق لشهر مارس عام 2025 بعد رحلة حافلة بالعطاء تاركة وصية بأن تُدفن بِمسقط راسها وهي مدينة طُبرق مكان السلام والامان لها .

تغمدها الله بواسع رحمته .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى