شعر

باب الرجاء!

شعر محمد عبد الجواد

لا تندمن على خل فقدته
فبعد الفقد لا شك عطاء
هى الأيام تجرى بمستقر
فتعلي أو تخفض من تشاء
فلا تأسف لحادثة الليالي
وعش طول الزمان بكبرياء
لا تبخلن على المحبوب يوما
وكن دوما محلى بالحياء
يعيش الناس وقت الخير صحبة
وإن قل فما لهم بقاء
قريب يأبى ان يكفيك شرا
بعيد لا يصون لك وفاء
وابن لا يمد اليك يدا
ويبتليك دوما بالشقاء
وخل لا يراعي فيك ودا
ويحكى عنك أوهاما هراء
فلا تندم لأن الناس باعوا
فلا خير يدوم ولا شقاء
ولا تغضب لحادثة الليالي
فما لثوابت الدنيا بقاء
وعش نسرا وحلق فى الأعالي
فإن العين يخطفها الضياء
ولا تسأل عديم العقل فهما
فإن الله يعطى من يشاء
ولا تسمع لمن بالمال يزهو
فأخر زهوه حتما فناء
رقيق الحال منبوذا بجهل
ويملك وحده باب السماء
فان عيرته بسوء حاله
اتاك الفقر كما سوس اللحاء
فلا تشمت لسوء الحال يوما
فيأتيك الشقاء مع البلاء
فكن مثل الرياح لها زئير
وكن مثل السحابة فى العطاء
وجد بالخير والإحسان دوما
فعند الله خير فى الخفاء
ولا تسعى بإفساد فى عمرك
ولا تسمع لمن يمدح رياء
ودون فى السجل أتاك خيرا
ولا تمنع عن الناس العطاء
ولا تجزع إذا أتاك فقرا
فإن الفقر يعقبه الرخاء
تمنى على الرحمن وكن كريما
فما الدنيا بدار للبقاء
وقول يارب سرا أو بجهر
فان الله يسمع من يشاء
ويرزق من يشاء بغير حيلة
فيعجب من عطاياه السخاء
وفتش في القلوب عن الذنوب
فان الذنب مجلب للشقاء
وقل يارب قد آتيت فردا
فلا تجعلني بلا زاد وماء
وجد يارب عن ذنبي بعفوك
فإنى مطرق باب الرجاء
ولا تجعلني ممن ضل سعيه
وتاه فى الحياة بلا رواء
وجملني بثوب الستر دوما
فان الستر تاج فى العلاء
ولا تحرمنى يا الله عفوك
وزدنى بالتواضع كبرياء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى