شعر

الحلو والمر بينهما ود قديم

مصطفى فرج الطبولي

أشاهد فيلما بالأبيض، والأسود،
وأنا في عام 2025
كانت (غريس كيلي ) تتوسد صدر (جيمس ستيورات) تبصم على عنقه بيت أخضر يجمع  توافه الحلم
ثم تخترق الباب الخشبي كرياح ‘بحرية’ تنذره صفير الوحدة
رغم هذا لم تخطو نسيانا واحدا خارج قلبها

رَثت مزهريتي وجهي المُعدّي
وطائر الكناري خلفها أضاع قفصه الوردي

صوت الحسّ عال
كقطرات المزراب

تفصلني عن الفنجان المكسور يَدها الشهية ،
ونصف وعد مريض
وعْد حُضنُه ثلج
نفَسه زُكام، وريب

أهرع من صاعقتي إلى النافذة
أرسم وجهك فوق سحابة تنفر ظلها
لست الوحيد من يريد سعادتك
فكلما أردت البكاء تحت عينيك ذات العِناد
تمطر السماء ألوانا فاقعة
تنبت بوجهي لوحة، وريشة
كانت تحولوني إلى مهرج غريب الأشواق
كي تضحكين!

ألتقط أصداء درويش رنّة رنّة
علني أفسر (الخطوة الواقفة )
أكيل مشوار شهقتي بأغنية خاسرة
أعد نجوما غائبة،
و أخطو داخل وقوفي

أرشق في زوايا الغرفة قصائد ‘لـبولدير’
متأملا صورة قلبي

أُغير المحطة مُنهك التدابير

علني أصادف مشهدا وثائقيا
يصوَّر عن بُعد عشرين عاما
ضباع تأكل من خدّ عروس عقيم
لم تكتمل أمام مشيتها الزغاريد، والعطور
فأتهيأ الوطن

أو مُطرب مجنون
يبحث عن أرض، وماء..
كي يزرع صوته في مواطن الحنظل
شيء ما يستحق خلاصة الصمت،
وهذا المساء المُعتصر

لكنني رأيت أحدهم  قد نفى شفتيه بين أصابع حبيبته، وغطّ في آآه عميقة
مشهد لا يليق بثكالى الحب
أولئك الذين نسو أعينهم ترقب طرقا فارغة

أغلقت التلفاز
قاطعت كل وسائل الدمع،
أحرقت برقيات المجاز
ثم تركت قلبي مشرّعا على الوجود
كعادة أي إنسان يحاول أن يكون، ولو عِبرة يرددها حكيم

بعد ساعة، وربع صداع
يمتص أعيني
بشهادة الديك النذير ،
و النّحلة التي تدور خلف الثرية تفتقد ثغرك المُعسّل

عدت مجددا
لأشاهد فيلما بالأبيض، والأسود
لا قيمة للألوان منذ ابتكار أول زهرة بلاستيكية
لا نِزاع يُبعد خيالي عن مزاج القهوة
وإن شقّ ركودها نفخ الخفايا
فالمرّ، والحلو بينهما ودّ قديم

لماذا الملل، والرضا
لا يتصالحان في صدري هذا المساء ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى