محمد حمود
على الرغم من تراجع موجة الهجمات الإعلامية ضد الحكام الجدد في سوريا واتصال وزير الخارجية المصري بنظيره السوري وإرسال المساعدات من الحكومة المصرية إلى سوريا، شدد وزير الخارجية المصري على ضرورة تشكيل حكومة شاملة في دمشق كشرط لتطبيع العلاقات.
في هذا الصدد، كتبت الدكتورة غزة رضوان في مقال لها في صحيفة الأهرام أن الخاسر الأكبر والرئيسي من التطورات في سوريا هو شعب هذا البلد الذي سيشعر قريبا بتبعات هذه الأحداث. وتشير الأوضاع الراهنة إلي أن مستقبل سوريا سيكون غامضا ومعقدا، كما أن تعزيز الوجود العسكري الأمريكي التركي في سوريا يدل هدف هذه الدول المتمثل في تقسيم البلاد.
إيران، التي كانت تستخدم سوريا لدعم حزب الله وحماس عسكريا، قد تكبدت خسائر من هذا الجانب. ولكن من ناحية أخرى يبدو أن روسيا قد عقدت صفقات بشأن الأسد وحصلت على امتيازات في هذا الصدد وهو ما ستكشفه التطورات المستقبلية.
في الواقع، تعتبر اسرائيل الفائز الأكبر والرئيسي من سقوط نظام بشار الأسد. فقد قرّبت الهجمات الإسرائيلية على سوريا بعد سقوط النظام الإسرائيلي من تحقيق أهدافه النهائية. كما أن مواقف أحمد الشرع التيار التابع له تظهر أنهم لا يشعرون بأي قلق بشأن هذه الهجمات أو مستقبل الجولان ولبنان وغزة، حيث لن تشكل أي تهديد لإسرائيل من ناحيتهم.
على الرغم من التحركات العربية ودعم الدول العربية لحكام دمشق، لا تزال مصر قلقة بشأن التطورات وتأثيرها على أمنها واستقرارها. تعزيز جماعة الإخوان المسلمين بدعم من تركيا وقطر واحتمالية استلهام الجماعات الداخلية في مصر من تطورات سوريا. بالأضافة إلى القلق من خيانة الكيان الصهيوني الذي أصبح أكثر جرأة ووقاحة في اتخاذ إجراءات عسكرية ضد المسلمين في ظل هذه التطورات، كلها أسباب تزيد من مخاوف مصر.
وفي هذا السياق، يجب على مصر أن تسعي من خلال التشاور مع الولايات المتحدة وأروبا، وخاصة فرنسا، إلى إيجاد طرق لتجنب تداعيات التطورات وتهديد أزمة سوريا على أمنها.