” عبد” و” كلب ” بين التكفير و الإهانة.

عوني سيف: القاهرة.
في محيط ما، بدون تفاصيل، شخص بسيط ليس لي علاقة وطيدة به، لكن المعلن منه دوماً أنه شخص وطني يحب بلده حباً جماً .و يصرح بدعمه الوجداني للدولة و رأسها و مؤسساتها.
البعض ينعته “كلب فلان” أو “عبد فلان” وهذا هو موضوع مقالي.عندما تنعت شخص بأنه كلب فلان في الثقافة المصرية هذه إهانة كبري لانك وصفته بأنه تابع ، مثل هذا الحيوان، المظلوم في ثقافتنا.
أما تنعته إنه عبد لفلان، و المقصود بالعبودية هنا عكس الألوهية، فهذا به تطاول على الذات الإلهية ، أنك جعلت أحدهم إله و هو وصف يبعد قائله عن أسس الايمان السوي مهما كان دينه.
و ايضا به تطاول شنيع علي الشخص الموصوف عبد لفلان ، بانك حكمت عليه أنه لا يعبد الله و استبدله بآخر.
هذه عبارات إهانة بذيئة اسمعها من شخوص ليس لهم علاقة فعلية بتنظيم جماعة الإخوان ، لكنهم إخوان التفكير و الوجدان و لديهم تعاطف مع الاتجاهات المتشددة دينياً .
هذا هو الإفلاس و التردي الأخلاقي للمنتمين للإخوان وجدانياً و هو التقليل من محبي الوطن و مؤسساته و رأس الدولة. عندما ينعتون من يؤيد بأنه عبد و الغرض هنا التقليل و السب و بين وصف رأس الدولة إلهاً، يقصدون معني أنه رجل ذو جبروت و ظالم كأنه نصّب نفسه إلهاً ، و يتكرر التعدي علي الذات الالهية ، لأن الله هو العدل المطلق، والمعني الضمني هنا، تكفير المؤيد لرأس الدولة ، أو للنظام الحالي لانه تخلي عن عبادة الإله و أصبح يعبد النظام.
و من التخبط اللفظي و الوجداني لهذه الفئة القليلة، أنهم مرة يصفوا رأس الدولة إلهاً ، و مرة يصفوه أنه لا يعرف إله.
هذه المفردات التي تقال تحت بند المزاح مرة و الإهانة مرة القصد منها الإهانة دوماً، من هذه الفئة، التي تنم عن وجود كراهية تربي عليها جيل متشدد يتبني أفكاراً ضد النظام المصري الحالي أو كل ما سبق من أنظمة، باستثناء العام الذي وصل فيه الاخوان لحكم الدولة.هم يعتبرون هذا العام هو العام الوحيد الذي رضي الله سبحانه وتعالى عن هذا الوطن لكن المصري كان عنيدا و عصياً لله.
مشكلة أخري هي اطفال هذه العقليات،حينما طفل صغير او مراهق يسمع من والده تكفير البعض أو بصريح العبارة تكفير رأس الدولة ، كيف تكون اتجاهاته المستقبلية.أليست تفكير مثل هذا أنتج عقلية محمد عبد السلام فرج، ووضع فكرته المسمومة بتكفير رأس الدولة في كتابه المعروف بعنوان “الفريضة الغائبة”،
ادي إلي نتيجة سوداء في تاريخ هذا الوطن و هو إغتيال رأس الدولة ، الرئيس الشهيد أنور السادات.
هذه مشكلة كبري تخص تربية النشء ، و إلا سوف يعيد التاريخ نفسه يوماً ما، في مستقبل هذا الوطن و إعادة إنتاج أجيال مشابهة لذلك.و هذا ما لا نتمناه لهذه الأرض الطيبة و من عليها.
حلول المشكلة من وجهة نظري.
الدولة يجب أن تهتم بالتربية الوطنية في مراحل التعليم ، حتي هذا الطفل المظلوم في بيئة عائلية مريضة الفكر، كارهة للوطن و رموزه، يتعلم حب الوطن و الانتماء له ، و يصبح مختلفاً عن جيل الآباء سالف الذكر.
ربما تقابلنا مشكلة أخري و هي المعلم ، ماذا اذا كان المعلم يتبني هذا الفكر، و هناك نماذج موجودة بالقري ، البيئة التي تعتمد على أن أهل القرية يعرفون بعض جيداً و لا خطر من ابن فلان المعلم بالمدرسة أو غيره و ينظرون إلى المتشدد دينياً على انه الاستاذ الشيخ فلان طالما حفظ بعض الدين.و يتم التغاضي عن أقوال و تعليم المعلمين ذوي الاتجاهات من هذا النوع.
الحل هنا أن الدولة تتبني نهج ما ، يستحدثونه في رقابة المعلم خصوصاً في الأرياف.و من يثبت عليه أنه ذو اتجاهات مريضة فكرياً، يتم وقفه عن العمل.
خاتمة، يجب علي الدولة أن تتبني خطط طويلة الأمد لا ترتبط بشخوص بعينها ،للتخلص من الفكر المتشدد الذي يعتنقه البعض، لكي يأتي يوماً تكون مصر فيه دولة خالية من هذه الاتجاهات و التيارات.و يجب مشاركة فاعليات للمؤسسات الدينية و حثها على ذلك.
ما فعلوه في العقل الجمعي المصري في سنوات كثيرة مضت كان قبيحاً، يجب أن يعاد تشكيل هذا العقل الجمعي بشكل إيجابي ، لكى نخدم أجيال ما بعد الغد، و نسير أو نركض نحو مستقبل سوي فكرياً تجاه الوطن.