شعر

إلى أين الطريق يا الله

مصطفى فرج الطبولي

إلى أين الطريق يا الله
وقد غيّرت رياح القرية كل إشارات الحدود، والأمل…
إلى المُطلق القاسي إلى الفناء، والجدل …
كي أجد العذر في التنحي عن مطامع القلب،
وألقيه خاليًا مني في متاع رحيلها
رحيلها الذي قَصم ظهر المعنى
ثم أقف حنينا، وأعربد قليلا
أسرق من عدو الخيل خطوتي
أنهب من برود الماء تملصي،
أهتك عِرض الليل، ومضجع التشائم
وأنجلي عن وجه حبيبتي هكذا غريبا
بلا سبب للنواح.

إلى أين الطريق يا الله
و الأمسية العاهرة “تسكر” في صدري بلا إذن، ولا حياء
تُقيم الولائم للبوم، والغربان
تشيد الملاهي للصراصير، والفئران
تهيج الغُربة تحت عيني ،
تُطفىء حديثي وتُشعل الأضواء

إلى أين الطريق يا الله
ها هي الموسيقا تهيىء ما استطاعت مواقيت انتظاره،
وتمشي شهية لتُغري الياسمين،
تدبغ الورق بضحكة، وتنهيدة
ترخي جناحها على سكون الغابة، تنام مع الطير، وتُداعب الحجر .

لم تبالي برحيل “ڨيڤالدي”، الذي نحَت فصولها الأربعة ربيعا خالدا
وتركه مواساة تُرى أناء الشجن، وأطراف الغُمة !
لم تلتفت لانقطاع الوَتر في ليل الخائفين ،
ولم تحزن عندما هجرت شفاه الرؤى طراوة المزامير.

فلمَاذ لازلت ابني من الحصى، والطين خنادق، وتآويل. ؟
ولمَاذا هذه اللعنة تقدَّم ” تلسكوبها ” لأرصد الفشل ؟ .
يقولون بأنهم جمعيا راحلون إلى جنّات عدن، نحو الكُوثر، والخُلد
وأنني سأحلق جريحا في خُرافة بعيدة
أتغصص في وهم ‘الأنسنة’ !
سأعاني مَغص الغواية ما سعيت للسؤال طريقا
وأموت وحيدا في جحيم القصيدة.

هل أصدقهم يا الله ؟
إن كان ما يدّعون هو مآل الحلم، وحِلّ الحقيقة
فلهم قُمصان التُقى
لهم مَقاليد نيتي،والنجاة
لهم صدقات الحب، والقمح
لهم ‘ولولة’ الحيرة، وأكفان الطموح
سأرتشف ابتسامتي كعادة الدراويش، وأغني كثيرا حدّ الغيب…
ثم أضبب خيباتي، و كرَم تغوط عليه الإسراف، وبَال….!
والشيء اليسير يا إلهي من رسائل الحبيبة
لأرتاح مدّ النفس على عشب الرِّيف،
وآرائك الخطيئة ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى