فاطمة الفرا .. صوت فلسطيني يرنو إلى التغيير
كتبت: نوال النجار.
تُعتبر الكاتبة الفلسطينية فاطمة الفرا صوتًا مميزًا في المشهد الثقافي العربي، حيث تجمع بين عمق الفكر الفلسفي والنفساني وبين حكايات الشغف والإيمان.
من خلال روايتها “من أنا بين الشك واليقين” وكتابها “الكتاب الذي غير حياتي وجعلني سعيدًا”، استطاعت الفرا أن تثبت حضورها القوي وتترك بصمة واضحة في نفوس القراء.
رحلة الكاتبة بين الفلسفة والروحانيات
ولدت فاطمة الفرا في الأردن لأب فلسطيني وأم مصرية، هذه التجربة المتنوعة انعكست بشكل واضح على كتاباتها التي تمزج بين الواقعية والرمزية، بين الفلسفة والروحانيات.
ففي روايتها “من أنا بين الشك واليقين”، تجسد الفرا رحلة البحث عن الذات والمعنى في عالم مليء بالتناقضات. أما في كتابها “الكتاب الذي غير حياتي وجعلني سعيدًا”، فتقدم رؤية إسلامية عميقة للسعادة والتحول الروحي.
تحديات الكاتب العربي
تواجه فاطمة الفرا، مثل العديد من الكتاب العرب، تحديات كبيرة في عالم النشر والتسويق. فهي تشير إلى ضعف الإقبال على القراءة في العالم العربي، وتسليط الضوء على ضعف التمييز بين الكتب الجيدة والرديئة، كما تنتقد ظاهرة التسويق المبالغ فيه للكتب، والتي غالبًا ما تغطي على جودتها الفنية.
توجه الفرا انتقادًا لاذعًا إلى دور النشر، حيث ترى أن غالبية هذه الدور تهتم بالربح المادي أكثر من اهتمامها بنشر المعرفة والثقافة، فالكثير من دور النشر تستغل الكتاب المبتدئين وتفرض عليهم شروطًا مجحفة. كما تنتقد ضعف دور النشر في تسويق الكتب، وترك هذه المهمة بالكامل على عاتق الكاتب.
تطمح فاطمة الفرا إلى تغيير هذا الواقع، وتدعو إلى تأسيس لجان قراءة متخصصة تقوم بتقييم الكتب ونشر التوعية الثقافية، كما تدعو إلى الاهتمام باللغة العربية الفصحى والابتعاد عن العامية واللغة العامية الممزوجة بالكلمات الأجنبية في الكتابة.
توجه الفرا رسالة واضحة إلى القراء ودور النشر:
إلى القراء: تدعوهم إلى القراءة بوعي واختيار الكتب الجيدة، وعدم الانسياق وراء الترند.
إلى دور النشر: تدعوهم إلى الاهتمام بجودة الكتب ونشر الكتب التي تستحق النشر، وتقديم الدعم الكافي للكتاب.
إلى الكتاب: تدعوهم إلى المثابرة والإصرار على نشر أعمالهم، والاهتمام بجودة لغتهم وأسلوبهم.
فاطمة الفرا هي نموذج للكاتب الملتزم بقضايا أمته، والذي يسعى إلى تقديم أعمال إبداعية تساهم في تطوير المجتمع، ورؤيتها الثاقبة للتحديات التي تواجه الكتاب العرب، ودعوتها إلى التغيير، تجعل منها صوتًا مسموعًا يستحق كل الدعم والتشجيع.