منوعات

رأيتك الآن خلف مسمعي! 

مصطفى فرج الطبولي

 

تخيطين الأزهار بابتسامة حادة، وإبرة صدأة!، تمشين مختالة على أعقاب الحب، تتخذين من الاعتراف خمارا باهتا، ومن الرياحين حذاء لطراوة قدميك !، تأكلين جمالك حلاوة بائسة تشبع غرور الوحدة، وتسعد لعنة القلق،!

 

رأيتك الآن خلف مسمعي !

 

تكسرين الخطى إلى فلسفة الوردة، وتجددين خطاب “الأنا” بطرف هدبك، تعجنين الصمت بياضا مُبهما لا تزينه أنامل همسك، ولا تغازله أنفاس يديك، تنسجين بالشرود لوحة سوداء تزركشها نجوم ميتة على جبين الانتظار، وحيّة في صدر اللامبالاة!،

 

رأيتك الآن خلف مسمعي

 

تبكين حضارة الإخلاص، وتقلدين من التاريخ قساوة الوداع!، تغرزين القُبل في أعين الصباح، تغسلين وجه الشمس رؤى مخملية ليتساقط الضوء أدراج الغرور !، ويُطفىء الربيع انتفاضة الكسل، لمَ تتركين الطريق يمشي وحيدا، ترصدين وحشته أنباء جافة المفاهيم!, ونُطقه مرادفات مختنقة، تُفقد الهوامش أصداء غنائها، وتقتل بتحجّر الحبر عناوين الوجود،!

كلما يعبس حلمك المطرّز في غيّ المستحيل يهيج المعنى على نفسه كوحش بلا أنياب، بلا مخالب تحشد للوميض مهابته !

يصرخ  من عناق الهزيع العريض ، وينهش من صدر الواقع عِراك الأبجدية !…..

عند كل التفاتة لشعْرك تقول السحب سأمطر موسيقا تُشبع جوع الكلام، عند كل انتداب لصوتك تقول الأرض سأُُنيع قصيدة، ولؤلؤا! فينطق العجز مكابرا كل الجبال، مزاحما كل الظنون !  سأصنع مركبا أعمى يتمطي عنق السفر، ويجادل لغط التوقف بالتي هي أجهل !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى