سياسة

فشل مدو لاسرائيل في اغتيال محمد الضيف.. الاوضاع في صالح حماس

سمير باكير

نشر وزير الدفاع الإسرائيلي خلال الاسبوع المنصرم فيديو لنفسه زعم فيه أن قواته اغتالت محمد الضيف الوجه الخفي والعقل العسكري لحركة حماس. إلا ان هذه المزاعم لا تتعدى كونها مخاتلات، لان جميع المؤشرات وخاصة في خضم استمرار مقاومة حماس على الأرض والخسائر التي لوحظت في صفوف الجنود الإسرائيليين في الأيام الأخيرة، تشير إلى أنه على قيد الحياة.

ومن أكثر ما تمخّض عن فشل اغتيال الضيف وما إنعكس من تطور جيد بالنسبة لحماس هو:

– لا يستطيع أحد أن يجزم بأن المفاوضات ستصل الى طريق مسدود، لأن الجميع يحتاج إلى هذه المفاوضات من وجهة نظره الخاصة.

– كشفت التجربة أن عملية المفاوضات ماضية على قدم وساق، ومن وقت لآخر سيكون مع المد في مستوى الأمل، كجزء من لعبة المفاوضات.

– في حال اجتازت عملية التفاوض القضايا الهامشية، فسيُفهم أن المبادئ الأساسية التي تحكم النتائج النهائية للمفاوضات، سواء على مستوى النظام أو على مستوى حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى ومحور المقاومة، ستبقى “مكانك راوح”.

– الى اليوم ما يزال الكيان الصهيوني عاجز عن ادعاء تحقيق أهداف الحرب المعلنة، والشيء الوحيد الذي يمكن الزعم به هو تحقيق إنجازات تكتيكية، وذلك في وقت يُصرّ فيه نتنياهو على استمرار الحرب حتى تحقيق الأهداف المعلنة بالكامل، حتى لو كان ذلك على حساب الانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب، وهي ليست أكثر من تغيير تكتيكي لمواصلة الحرب بأثر أمني أكبر.

– لا ينحصر اهتمام الاحتلال الاسرائيلي في الجانب العسكري للمقاومة في غزة فحسب، بل يشمل أيضاً جانبها المدني والاجتماعي. وبعبارة أخرى، فإن التوجه الذي تتبناه إسرائيل يتلخص في ضرورة تغيير نظام الحكم في غزة الذي تسيطر عليه حماس، ولكن المشكلة هي أن إسرائيل لم تنجح في خلق بديل يخضع لقيادتها.

– ما تريده اسرائيل من الضغوط العسكرية هو تدمير البنية الدفاعية العسكرية للمقاومة، وإلحاق أضرار جسيمة وتدمير قدرات المقاومة، وفرض أوضاع فوضوية وحصار بشري لإحداث انفجار اجتماعي على حساب المقاومة وتجنيدها للمقاومين من أهل غزة، حيث يريد نتنياهو أن تكون الظروف في غزة مماثلة للأوضاع في الضفة الغربية.

بالتزامن مع ذلك، يسعى العديد من أعضاء السلطة الفلسطينية، حتى من أولئك المقيمين في الخارج، للعب دور في غزة، حتى ولو كان على حساب خدمة إسرائيل.

لهذا يمكننا القول بدون أي شكّ بأن الوقت بالنسبة لإسرائيل هو مسألة مصيرية، كما أن دوافع الإحتلال الداخلية لمواصلة الحرب وارتكاب الجرائم وتوسيع نطاق الدمار باتت مكشوفة أمام الجميع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى