منوعات

محضُ سراب

بينَ يقظةٍ وإغفاءةٍ

أمسكُ بتلابيبِ فكرةٍ

مغرّدةٍ في غير سربها

أهدهدُ بنات الأفكارِ في حجرٍ غرير

أرمي بها حَجَراً في قلبِ الوحشة

إنعاشاً لوحدتي الرمليّةِ

هيّ غايةٌ في العطبِ

وأنا في أقصىٰ النار

تُرىٰ مَنْ أوقدَ النارَ في صحرائي !؟وخلفَ الفراغِ لا أثرَ للظلّ

ومَنْ سجّرَ البحرَ في جوانحي !؟

وفي فمي ماءٌ ينتظرُ المطر

ثمَّةَ بوصلةٌ تتوهجُ عتمة

ويدوزنُ البركانُ انفجارَهُ

أنتزعُ أقدامي من طينٍ لاهب

أستلّ الشعرةَ من العجينِ

كما أستلّ خيطَ الكلامِ من مقلاعٍ أبكمَ

أراقصُ ذاكرتي وأشتعلُ

برذاذِ جمرٍ مهترئ

حنجرتي أسفل مطرقة

فمَنْ يعيرني أقدامَهُ للسيرِ

في طرقٍ شاردةٍ ؟

أزعنفُ خطاي قبلَ أنْ أتبدّدَ علىٰ اليابسة

أرشفُ شفتي وأوزعُ لَمَاها علىٰ العابرين

ربّما سيخونني الظلّ

قبلَ أنْ التقطَ الجدار

ويكون مقامي مقامَ السراب

المرآةُ تعطّلتْ

لأنّ النهارَ لمْ يعدْ يضيئ

ولأنّ رئتي لمْ تعدْ تمتصّ الهواء

لذا سأطيرُ معَ دخانٍ ذي جفون

وأرقبُ بذرتي

وهيّ تشقّ الفراغَ دونما جذر .

 

كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي

العِراقُ _ بَغْدادُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى