أمراض الرياضيين والإرادة الحرة طريق نحو الشفاء
بقلم الدكتور أحمد فراج
أخصائي العلاج الطبيعي والتأهيل
الرياضيون دائمًا ما يكونون في دائرة الضوء بسبب أدائهم المتميز ولياقتهم البدنية العالية، لكن حتى هؤلاء النجوم ليسوا محصنين ضد الأمراض والإصابات. على مر السنوات، شهدنا العديد من الرياضيين الذين واجهوا تحديات صحية خطيرة، مما أثر على مسيرتهم المهنية وحياتهم الشخصية. فيما يلي بعض الأمثلة على الأمراض التي أصابت اللاعبين والرياضيين على مستوى العالم:
1. التصلب الجانبي الضموري (ALS)
• مؤمن زكريا (مصر): اللاعب المصري الشهير، أصيب بمرض التصلب الجانبي الضموري (ALS)، وهو مرض نادر يؤثر على الخلايا العصبية الحركية، مما يؤدي إلى ضعف العضلات وفقدان القدرة على الحركة. هذا المرض أثر بشكل كبير على حياته المهنية وأجبره على الابتعاد عن الملاعب.
2. مشاكل القلب
• كريستيان إريكسن (الدنمارك): تعرض لاعب كرة القدم الدنماركي لأزمة قلبية مفاجئة خلال مباراة في يورو 2020. لحسن الحظ، تم إنقاذه بفضل التدخل السريع من الطاقم الطبي. هذه الحادثة ألقت الضوء على أهمية فحص القلب الدوري للرياضيين.
3. التصلب المتعدد (MS)
• برايان بيكريل (الولايات المتحدة): لاعب كرة القدم الأمريكي السابق الذي تم تشخيصه بمرض التصلب المتعدد، وهو مرض مزمن يصيب الجهاز العصبي المركزي. هذا المرض أدى إلى تقاعده المبكر من الملاعب.
4. السرطان
• جون هارتسون (ويلز): لاعب كرة القدم الويلزي السابق الذي تم تشخيصه بسرطان الخصية، والذي انتشر إلى دماغه ورئتيه. بفضل العلاج الفوري والشامل، تمكن من التغلب على المرض وأصبح رمزًا للتوعية بسرطان الخصية.
• نيني (البرازيل): لاعب كرة السلة البرازيلي، الذي تم تشخيصه بسرطان الخصية في عام 2008. خضع لجراحة وعلاج كيماوي، وعاد للعب بعدها بوقت قصير.
5. مرض هنتنغتون
• وودي جوثري (الولايات المتحدة): على الرغم من أنه لم يكن رياضيًا، فإن مرض هنتنغتون، وهو مرض وراثي يؤدي إلى تدهور الخلايا العصبية في الدماغ، أثر على العديد من الأشخاص بما في ذلك الرياضيين.
6. متلازمة مارفان
• إسحاق غاليه (إسبانيا): لاعب كرة السلة الإسباني، الذي تم تشخيصه بمتلازمة مارفان، وهو اضطراب وراثي يؤثر على النسيج الضام في الجسم. هذا الاضطراب يمكن أن يسبب مشاكل في القلب والأوعية الدموية، مما قد يعيق الأداء الرياضي.
7. إصابات الدماغ
• محمد علي (الولايات المتحدة): بطل الملاكمة الشهير الذي عانى من مرض باركنسون بعد تقاعده. يُعتقد أن تكرار إصابات الرأس أثناء مسيرته في الملاكمة كان عاملاً مساهمًا في تطور هذا المرض.
8. فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز
• ماجيك جونسون (الولايات المتحدة): أسطورة كرة السلة الذي أعلن في عام 1991 أنه مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV). جونسون أصبح من أهم الأصوات في التوعية بالفيروس ومكافحة الوصمة المرتبطة به.
9. داء السكري
• جاي كاتلر (الولايات المتحدة): لاعب كرة القدم الأمريكي الذي تم تشخيصه بداء السكري من النوع 1. برغم التحديات، تمكن من إدارة حالته الصحية واستمر في اللعب على مستوى عالٍ.
دور العلاج الطبيعي
العلاج الطبيعي يلعب دورًا حيويًا في إعادة تأهيل الرياضيين الذين يعانون من الأمراض والإصابات. يهدف العلاج الطبيعي إلى تحسين الوظائف البدنية وتعزيز التعافي من خلال تقنيات متعددة تشمل التمارين العلاجية، والتدليك، والعلاج بالحرارة والبرودة، والتحفيز الكهربائي. وفيما يلي دور العلاج الطبيعي في بعض الحالات المذكورة:
1. مؤمن زكريا (التصلب الجانبي الضموري): تم تطبيق برامج علاج طبيعي مكثفة تركز على تعزيز الحركة وتقوية العضلات المتبقية وتحسين التوازن.
2. كريستيان إريكسن (مشاكل القلب): بعد الجراحة، استخدم العلاج الطبيعي لتعزيز التعافي وتحسين لياقة القلب والأوعية الدموية.
3. برايان بيكريل (التصلب المتعدد): يشمل العلاج الطبيعي تدريبات لتحسين التوازن والقوة والمرونة، بالإضافة إلى تقنيات لإدارة الألم.
وفي الختام :
الأمراض التي تؤثر على الرياضيين يمكن أن تكون متنوعة ومتعددة، من الأمراض المزمنة مثل التصلب المتعدد والسكري إلى الأمراض الحادة مثل الأزمات القلبية والسرطان. ومع ذلك، فإن قصص هؤلاء الرياضيين الذين تحدوا هذه الأمراض وواصلوا حياتهم بنجاح تلهم الكثيرين حول العالم. تسلط هذه القصص الضوء على أهمية الفحص الدوري والعناية بالصحة، سواء كنت رياضيًا محترفًا أو شخصًا عاديًا. العلاج الطبيعي، بفضل التقنيات الحديثة والمعالجين المتخصصين، يساهم بشكل كبير في تحسين جودة حياة هؤلاء الرياضيين ومساعدتهم على العودة إلى نشاطاتهم الرياضية بأفضل حالة ممكنة.