مختارات

دراسة تحليلية بنيوية للنص 

العمق العاطفي والوجداني في قصة شوارعي المهجورة )للكاتبة الروائية المصرية هدى حجاجي احمد

بقلم/ الشاعر والناقد استاذ/ خلف ابراهيم … سوريا

 

 

 

“القراءة التحليلية ”

 

**النص هو نموذج لكتابة سردية تجسّد تجربة امرأة هشة وضعيفة متألمة من جميع أنواع الفقد والألم. وينقل لنا الواقع المأساوي لحياتها المعاشة في غرفتين ضيقتين “مثل الدانتيل” في بيت عتيق، والتي تحاول من خلالهما أن تحرر نفسها من سجنها الروحي والنفسي.

من الناحية البنيوية، يتشكل النص من سرد متداخل الأصوات والأزمنة، حيث تتنقل الكاتبة بين الحاضر والماضي بطريقة انسيابية، مستخدمة أسلوب “التيار الذهني” لتجسيد عالم الشخصية الداخلي. وتتخلل السرد مقاطع وصفية وتأملية تزيد من كثافة النص الشعرية.

 

على المستوى الأسلوبي، تلجأ الكاتبة إلى توظيف لغة شعرية رمزية، حافلة بالتشبيهات والاستعارات والصور البلاغية المكثفة التي تسهم في خلق جو من التوتر والحزن والقلق. كما نلحظ استخدام أساليب إنشائية كالتعجب والاستفهام لتعميق تجربة الشخصية.

 

من حيث المضمون، يعكس النص قضايا وجودية مهمة كالفقد والحزن والاغتراب والبحث عن الذات. فالشخصية تتأرجح بين الواقع والحلم، بين الألم والهروب، محاولة التخلص من براثن الماضي المؤلم والخروج من سجنها النفسي. وتأتي رؤية الكاتبة متشائمة إلى حد ما، مع إشارات ضئيلة للأمل في تحرير الذات من قيود الواقع المرير.

—————

 

 

**الصور البصرية والمجازية والرنين الصوتي البارزةفي النص

 

الصور البصرية:

– غرفتان كالدانتيل المنتظم وحبكتين معكوستين

– ابنتها الكبرى وأحلامها الوردية

– ابتسامات ضائعة، نظرات باهتة

– نوافذ تمسح بتبجيل للضوء

– انتشار اليامسين حول الأم

– الباب المفتوح في الخلفية بصمت

 

الصور المجازية:

– الحياة تبدو كعبث عندما تحاول الاقتراب منها

– الحلم هو جنون ومحال

– الخوف والفقد والهجر هي الأشياء الوحيدة التي تملكها

– تحرير معصمها من السجن

– أمها تؤرخ للرحيل

– اللغة تتجعد فيهم مع نمو الزمن

– شيء جديد يدفعها للهاوية

– آثار رماد سامة تملأ الهواء

– تنفد من اللغة وهناك الكثير من القصة لتخبرها

 

الرنين الصوتي:

– إيقاع التكرار في عبارات مثل “في تلك الغرفتين”، “كبرت ابنتي الكبرى وكبرت معها أحلامها الوردية”

– الموسيقى في التعبيرات الشعرية كـ “تتفرسُ فينا بنظرات باهتة”، “تنثرنا من حولها ياسميناً”

– الإيقاع المتسارع في الفقرة الأخيرة مع تعاقب الجمل القصيرة والتكرار.

 

هذه الصور والرنين الصوتي تساهم في خلق جو شعري وحالة نفسية قوية في النص، تعكس معاناة الشخصية الرئيسية وتجربتها العميقة مع الفقد والألم.

 

 

**الحالة السيكولوجية والتجربة النفسية والعاطفية طوال مسار القصة. هناك بعض الجوانب البارزة في هذا الصدد:

 

1. الشعور بالإحباط والتشاؤم: في البداية، كان البطل يشعر بالإحباط من العقبات والتحديات التي واجهها. كان يشعر بالقلق من عدم قدرته على تحقيق أحلامه بسبب خلفيته الاجتماعية المحدودة.

 

2. التصميم والإصرار: على الرغم من هذه المشاعر السلبية، أبدى البطل تصميمًا وإصرارًا قويًا على مواصلة السعي نحو هدفه. هذه المثابرة كانت مفتاح نجاحه في النهاية.

 

3. الثقة في الذات والطموح: مع الدعم المجتمعي والتعليمي، نمت ثقة البطل في ذاته وطموحاته. هذا مكّنه من تخطي الحواجز وتحقيق النجاح المنشود.

 

4. الامتنان والشعور بالإنجاز: في النهاية، نجح البطل في تحقيق طموحاته، مما أدى إلى شعور قوي بالامتنان والإنجاز. هذا أضفى معنى وغرضًا جديدًا على حياته.

 

 

**بشكل عام، ينجح النص في خلق تجربة سردية حزينة وقاتمة، تنقل لنا معاناة امرأة شريدة تائهة في عالم قاس ومهجور، من خلال لغة شعرية موحية وبنية سردية متداخلة الأصوات والأزمنة.

يتميز النص بكثافة الصور البصرية والمجازية واستخدام لغة شعرية موحية تعكس العمق العاطفي والوجداني للكاتبة. جل التقدير والاحترام لشخصكم المحترم والجميل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى