( لن يراني أحد)… نص أدبي
سليمان يوسف
دفنت في الأباطح مزارات طفولتي، نضدّتها حجرا حجر حتى المغيب. ركنتُ خيلي قرب سفح الطير/لم تجفل من سقوط حجارتها/كانت تفر مثل حجل الصخور/قلتُ: سأمسك خصر الوقت/أراقصه تحت ضوء قمر خجول/سأجعل الليل يتلصص من أعالي الظل/وتلك الثعالب تقهقه في الخفاء/تحوم حول رائحة النار بوجل رتيب.
/على ضفة النهر/ خلعت نسوة الإغتسال ثيابها//أجساد تبرق/ أجساد مكنونات، تلقي السلام على دفقة الماء/ تهوي بداخلها كحصاة هابطة من الأعلى/.
/وحيدة كنتِ في مشهد المجيء/حين عدت من نهر غوايتك/كنتِ كمطر الفجاءة في الهطول//صهيلكِ تركَ الحيرة في زمن الوقت الآخير/كأنهُ استعار من السهوِ، بعض الإنتباه؟.
أيها الطلق في أفق الرحيل، كم من النساء ذهبن بصمت الضجيج، حين تركن حقل الرماية، لمقلاع قديم،/ كم تريد هذي الحياة موتنا؟/حين تدخلنا في تفاصيلها الكامنة/لن ننجو من لغم سيرنا في هذا الطريق/البغتة سيدة أحلامنا/ترمينا في حبل شركها/ كأنها عصافير الماء/تحت شمس تقدح معالمنا الجميلة/سأنحني على ظلي وأرمي سهامي//سأصيب حجر القلب هناك/كل النساء رمت مفاتنها فوق وسادتي/أعطتني مفاتيح الغواية لباب قلاعها/سأعبر بخيلي أبواب مداخلها/سأرمي للحراس قلم كحلتهاوأمشي/لن أدع الرغبة تنام خلسة/ستساهرني الليلة وتوقظ أعماقي/ولا يراني أحد. /؟