الكرة السعودية تتأهب لضم ميسي وبنزيما ونجوم آخرين في أسبوع تاريخي
توقع كريستيانو رونالدو أن يصبح الدوري السعودي ضمن الـ 5 الأفضل في العالم
شهد يوم الجمعة 30 ديسمبر (كانون الأول) 2022 حدثاً فارقاً في تاريخ كرة القدم السعودية والعربية والعالمية حينما أعلن نادي النصر التعاقد رسمياً مع نجم وقائد المنتخب البرتغالي كريستيانو رونالدو، خلال فترة الانتقالات الشتوية بعقد يمتد حتى 2025، إذ كانت هذه اللحظة الأولى لفتح آفاق الكرة السعودية أمام نخبة لاعبي العالم للمنافسة في دوري المحترفين.
الآن وبعد خمسة أشهر على تواجد رونالدو في السعودية وخوضه 19 مباراة بقميص “العالمي” في كل المسابقات سجل خلالها 14 هدفاً وصنع اثنين، يتأهب أسطورة كرة القدم العالمية والهداف التاريخي للمنتخبات لاستقبال مجموعة من أهم لاعبي العالم المتوقع انتقالهم للدوري السعودي خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة إيذاناً ببدء مرحلة التنافس المباشر بين الكرة السعودية وصفوة الدول الأوروبية في اللعبة مثل إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا وغيرها.
وربما يكون الأسبوع المقبل هو فترة الانطلاق حيث من المنتظر أن يتخذ خلاله عدد من النجوم قرارات بشأن مستقبلهم، ويبرز الدوري السعودي كخيار أول لمعظمهم.
أول وأهم الأسماء المطروحة في سوق الانتقالات السعودية هو الأسطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي توج أخيراً بلقب الدوري الفرنسي مع ناديه باريس سان جيرمان والذي ينتهي عقده مع نادي العاصمة في 30 يونيو (حزيران) المقبل. وأشارت التقارير الصحافية الأوروبية إلى رفض الطرفين تمديد الشراكة.
ويعيش ميسي ساعات حاسمة لاختيار وجهته المقبلة حيث يفاضل بين العرض المقدم له من الهلال السعودي ورغبة ناديه السابق برشلونة الإسباني في إعادته إلى ملعب “كامب نو”.
وبينما جرى تأكيد عرض الهلال لضم ميسي مقابل حوالى 400 مليون يورو سنوياً بحسب تقارير صحافية إسبانية، قال موقع “فوت ميركاتو” الفرنسي المتخصص في الانتقالات إن خورخي ميسي والد ووكيل ليو ميسي وافق على عرض الهلال التاريخي الذي تبلغ قيمته الإجمالية 1.2 مليار يورو.
وعلى الجانب الآخر لا يزال نادي برشلونة بطل الدوري الإسباني يتفاضل مع رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم (لا ليغا) للموافقة على خطته المالية للموسم المقبل (2023 – 2024) أملاً في إعادة التعاقد مع ميسي الذي رحل عن صفوفه في أغسطس (آب) 2021 بعد 18 سنة داخل أسواره.
وذكر تقرير لصحيفة “سبورت” الكتالونية أن إدارة برشلونة برئاسة خوان لابورتا تسعى جاهدة لإبرام اتفاق مع نادي إنتر ميامي الأميركي المملوك لأسطورة الكرة الإنجليزية ديفيد بيكهام لشراء ميسي وإعارته لبرشلونة لموسم واحد قبل اللعب في أميركا، وذلك لمواجهة المد الكبير لأندية الدوري السعودي.
وكان الفريق التنفيذي لبرشلونة قد عقد اجتماعاً مع مسؤولي “لا ليغا” في العاصمة مدريد لبحث الخطة المالية، ويتوقع النادي الكتالوني تلقي الموافقة على خطة الجدوى التي تقدم بها في غضون أيام قليلة قبل التحرك لضم ميسي رسمياً.
وسافر لابورتا أول من أمس الاثنين إلى السعودية للوفاء ببعض الالتزامات المتعلقة بنادي برشلونة والتقى هناك برئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ياسر المسحل الذي أعلن صراحة عن رغبته في رؤية الأسطورة الأرجنتيني في الدوري السعودي “لاستكمال القفزة النوعية لدورينا بعد التعاقد مع كريستيانو رونالدو”.
وكانت وكالة الصحافة الفرنسية أكدت في التاسع من مايو (أيار) الحالي أن ميسي سيلعب في السعودية بداية من الموسم المقبل بموجب صفقة “استثنائية وضخمة”، بحسب ما أفاد مصدر مطلع على المفاوضات.
وعلى رغم النفي السريع للخبر من الدائرة المحيطة بميسي وإصدار والده بياناً رسمياً لتأكيد أن مستقبل ابنه لا يزال محل دراسة، فإن كافة المؤشرات ترسم طريق بطل كأس العالم 2022 نحو الدوري السعودي.
وكانت صحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية أكدت أن إدارة نادي الهلال استغلت زيارة قائد المنتخب الأرجنتيني الأخيرة إلى السعودية بصفته سفيراً للسياحة في المملكة، لتكثيف المفاوضات معه لإقناعه بالانتقال إلى صفوف “الزعيم” خلال الصيف المقبل بعد نهاية تعاقده مع باريس سان جيرمان.
ويبدو أن اهتمام الهلال بتدعيم خط هجومه لن يقف عند الحصول على توقيع ميسي، حيث كشف “فوت ميركاتو” عن تحركات إدارة العملاق الأزرق للتعاقد مع المهاجم المخضرم إيدين دجيكو نجم إنتر ميلان الإيطالي الذي سيخوض يوم 10 يونيو المقبل نهائي دوري أبطال أوروبا أمام مانشستر سيتي الإنجليزي.
وبعيداً من اهتمام الهلال بميسي ودجيكو، يبدو أن الاتحاد بطل الدوري السعودي الذي سيمثل الأندية السعودية في كأس العالم للأندية بالنسخة الماضية التي تستضيفها المملكة سيكون أقرب لضم نجم ريال مدريد الإسباني كريم بنزيما الفائز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم لعام 2022.
وقال الصحافي الإيطالي فابريزيو رومانو المتخصص في الانتقالات إن “العميد” يتوقع رداً نهائياً من الهداف الفرنسي في القريب العاجل.
وأشار رومانو إلى أن عرض الاتحاد لبنزيما يشمل راتباً قيمته 100 مليون يورو في الموسم الواحد بالإضافة إلى المكافآت.
وعلى الجانب الآخر، ينتظر ريال مدريد قرار بنزيما لتحديد مصير خط هجومه والبدء في إيجاد بديل.
وأشار “فوت ميركاتو” الفرنسي في تقرير مطول إلى أن الأندية السعودية ستقلب سوق الانتقالات الصيفية رأساً على عقب لضم أهم اللاعبين من الدوريات الأوروبية حيث تم تداول أسماء نجوم مثل سيرجيو بوسكيتس وجوردي ألبا وأنخيل دي ماريا وآخرين.
وكان كريستيانو رونالدو اعترف قبل عدة أيام بصعوبة المنافسة في الدوري السعودي، وتنبأ بأن يصبح ضمن أقوى خمس بطولات في العالم.
وقال الهداف البرتغالي في تصريحات تلفزيونية لمحطة “أس أس سي” (شركة الرياضة السعودية) بعد الفوز على الشباب “الدوري السعودي أفضل كثيراً وسيصبح أفضل، ومن وجهة نظري خطوة بخطوة سيصبح بين أقوى خمس بطولات في العالم”.
وأضاف “فقط يحتاج لبعض الوقت واللاعبين والبنية التحتية، لكنني أؤمن أن السعودية تملك إمكانات هائلة وشعباً مدهشاً لذلك سيكون هذا الدوري عظيماً”.
وتسير خطوات الأندية السعودية لرفع مستوى التنافس في ما بينها جنباً إلى جنب مع جهود المسؤولين لرفع مستوى الكرة في البلاد بوجه عام والاستفادة من إنجاز مونديال 2022 حينما تمكن منتخب الصقور الخضراء من الفوز على الأرجنتين التي حققت اللقب لاحقاً بلا أي هزيمة أخرى.
وقال المسحل إن المدرب القادم للمنتخب السعودي سيكون أوروبياً، مؤكداً أن المدرب الإسباني لويس إنريكي ليس ضمن الخيارات المطروحة، وذلك بعدما ترددت أنباء عن اقترابه من تولي المهمة.
واستقال الفرنسي هيرفي رينارد من تدريب منتخب السعودية في مارس (آذار) الماضي لقيادة منتخب فرنسا للسيدات في كأس العالم في أستراليا ونيوزيلندا هذا العام.
وأعلن الاتحاد السعودي وقتها إنه لن يتعجل في التعاقد مع مدرب جديد.
وقال المسحل الذي فاز بولاية جديدة لأربع سنوات حتى 2027 في رئاسة الاتحاد السعودي “هناك عدة معايير لاختيار مدرب المنتخب الأول منها أن يكون له اسم محترم جداً في عالم الساحرة المستديرة وأن تكون له بصمة في أي محطة تدريبية قادها، إضافة إلى أن يكون فكره الكروي يناسب الكرة السعودية وأن يملك الطموح لتحقيق الإنجازات”.
“لدينا ثلاثة خيارات حيث وصلت مع اثنين منهم إلى مراحل نهائية وهم ينتمون للمدرسة الأوروبية”.
وقال المسحل إنه لا يوجد أي شيء رسمي حتى الآن بشأن الرغبة في استضافة كأس العالم 2030 “حيث ننتظر اللوائح التي ستصدر في ما يخص شروط التقدم لكن استضافة أي بطولة عالمية من الحقوق المشروعة لنا”.
وأضاف “لكننا نطمح بالطبع لاستضافة أكبر البطولات العالمية بعد فوزنا باستضافة كأس آسيا 2027 والمنافسة على استضافة كأس آسيا للسيدات 2026 وحصولنا على شرف احتضان كأس العالم للأندية في ديسمبر المقبل للمرة الأولى بتاريخ المملكة”.