جاك تيكسيرا: ماذا نعرف عن المشتبه به في تسريب وثائق البنتاغون؟
جاك تيكسيرا في صورة منشورة عبر منصات التواصل الاجتماعي
كانت مجموعة خاصة عبر الإنترنت تتداول فيما بينها منشورات حول ألعاب الفيديو، والدين، والسلاح، وملفات أمريكية مصنّفة على أنها سرية للغاية.
أما المشتبه به في التسريب الذي أغضب الولايات المتحدة وحلفاءها فهو جاك دوغلاس تيكسيرا، أحد عناصر الحرس الوطني في القوات الجوية الأمريكية، ويبلغ من العمر 21 عاما.
وفي غرفة للدردشة عبر منصة ديسكورد الشهيرة للتواصل الاجتماعي، كان تيكسيرا يُعرف أيضا باسم “أو جي”. والآن يواجه تيكسيرا اتهامات بموجب قانون التجسس.
وأتم تيكسيرا في عام 2020 دراسته الثانوية بمنطقة نورث دايتون، في ولاية ماساتشوستس. وقبل عام، انضم إلى جناح المخابرات رقم 102 في الحرس الوطني الجوي لماساتشوستس – والذي يعدّ قوة احتياطية في القوات الجوية الأمريكية.
وفي يوليو/تموز الماضي، رُقّي تيكسيرا إلى رتبة طيار من الدرجة الأولى -وهو منصب صغير نسبيا- في قاعدة أوتيس الجوية للحرس الوطني بمنطقة كيب كود الغربية.
ومن واقع سِجلّ خدمته العسكرية، فإن عمل تيكسيرا الرسمي هو فني أنظمة نقل إلكترونية.
وأفاد الموقع الإلكتروني الرسمي للقوات الجوية الأمريكية، بأن الأفراد المكلفين بأنظمة النقل الإلكترونية هم المسؤلون عن تشغيل شبكة الاتصالات العالمية للقوات الجوية.
ولا يفيد سِجلّ خدمة تيكسيرا بأنه تم إيفاده في أي مهام خارج البلاد.
وتفيد تقارير بأنه أفراد عائلته لهم تاريخ في الخدمة العسكرية. وقد تقاعد زوج أمه بعد 34 عاما من الخدمة، بحسب صحيفة واشنطن بوست. وكانت آخر رتبة وصل إليها هي رئيس رقباء في الوحدة التي يخدم بها تيكسيرا – جناح المخابرات رقم 102.
أما والدته، فكانت تعمل في مؤسسات غير ربحية تهتم بشؤون المحاربين القدماء في ماساتشوستس، بحسب وسائل إعلام أمريكية.
ودأبت والدة تيكسيرا على نشر صور للعائلة كل عام احتفالا بيوم المحاربين القدماء. وفي صور متداولة عبر منصات التواصل الاجتماعي، يظهر تيكسيرا مع كلبين مملوكين لعائلته على متن مركبات رباعية.
“كان يبدو حريصا على إثارة إعجاب الآخرين”
وأفادت تقارير بأن تيكسيرا هو من وجّه دعوة لمجموعة من الأشخاص في غرفة للدردشة عبر منصة ديسكورد فقط في 2020.
وأُطلق على مجموعة الدردشة اسم “ثاج شيكر سنترال” فيما يتراوح عدد أعضائها بين 20 إلى 30 عضوا على الأرجح – معظمهم من الشباب الذكور المنتمين إلى بلدان مختلفة.
وأفادت واشنطن بوست بأن مجموعة الدردشة تبادلت فيما بينها “ميمات ونكات جريئة، وحديثا فارغا”، بالإضافة إلى مشاهدة أفلام وإقامة صلوات.
وقال أحد أعضاء المجموعة إن تيكسيرا كان شابا يتمتع بكاريزما ومتحمس للسلاح. وقال أعضاء آخرون لوسائل إعلام أمريكية إن تيكسيرا كان أكبر سنا من معظم أعضاء المجموعة، وإنه كان يبدو حريصا على إثارة إعجابهم.
وقال أحدهم لصحيفة “نيويورك تايمز” عن تيكسيرا إنه: “كان الرجل الأسطورة. الجميع أبدى احتراما لهذا الشاب”. وبحسب صحيفة “واشنطن بوست”، أخبر تيكسيرا مجموعة الدردشة أنه عمل في مؤسسة تحظر استخدام الهواتف المحمولة. وأفادت تقارير بأن تيكسيرا اعتاد على اتخاذ أسماء مختلفة كمستخدم للإنترنت.
ونشر تيكسيرا في السابق معلومات حساسة عبر غرفة الدردشة. لكن تقارير أفادت بأنه إنما شرع في نشر صور للوثائق بعد أن أصبح محبطا من عدم انتباه أعضاء آخرين في مجموعة الدردشة لما يقول.
وفي إحدى المناسبات، بحسب واشنطن بوست، بعث تيكسيرا رسالة غاضبة لأعضاء مجموعة الدردشة يشكو فيها من أنهم كانوا أكثر اهتماما بفيديوهات اليوتيوب.
وقال أحد أعضاء المجموعة لواشنطن بوست: “بدا غاضبا، وقال في أكثر من مناسبة: إذا لم تتفاعلوا يا شباب مع هذه الوثائق، فسأتوقف عن إرسالها”.
وعن سبب مشاركة تيكسيرا للوثائق، قال أحد المراهقين من أعضاء المجموعة لصحيفة نيويورك تايمز: “هذا الشاب كان مسيحيا، مناوئا للحرب، وأراد فقط أن يبلّغ عددا من أصدقائه بما يجري”.