شعر/ عيد حميدة
صديقى المسافر أين المسير
وهل ضاق صدرك وسط الهجير
وهل غاب حلمك إن شئت يوما
وحرفك صار سجين الكلام
وصمتك أضحى كصمت الأسير
وصارت قيودك فوق الشفاه
وبين الضلوع وبين الدروب
سيصرخ فيك عذاب الضمير
لكونك يوما رضيت الخنوع
قبلت المذلة نمت قرير
فكم عشت تجرى وراء السراب
وكم بت رعدا بلا زمهرير
وطاف بعينك سهد طويل
يؤرق جفنك حلم قصير
ووجه جميل
يداعب قلبا
به يستجير
وينبت عشبا
بأرض قفار
تمر السنون عليه طويلا
وزاد الحنين
لضوء منير
لتلمح فيه ظلال خطاك
شعاعابغير ظلال ينير
ويحمل صبحا جميلا بنور بهى وشوق كبير
وتعدو لتلمح ظل خطاكا
فكيف النجاة لدرب يسير
عواصف شتى ورعد وبرق
فمن يستعيد غبارا يطير
وأين الجناح الذى يحتويك
بقلب حنون وصدر نضير
فلا ترض يوما بصمت القبور
ولاتصلب الحرف فوق الشفاه
فعار عليك تظل سجينا
وربك دوما رحيم قدير
حياة وموت بهذى الحياة
فلا أنت حى يريد النجاه
ولا أنت للموت صرت تسير
وأصبحت تحيا بدون حراك
بصمت وجهل وقلب كسير
فكم من ملوك طواها التراب
وعادوا إلى القبر دون الغدير
فقاوم سكوتك وأهزم سجونك
كلاها قيود كلاها نذير
فؤادك لاتخف فيه الحياة
فنور الحياة كطير يطير
يفتش عن سر هذا الخلود. فيفرق بين حياة العبيد
وبين السفيه وبين الأمير
وبين الغنى يزيده جاها
وبين الهموم بقلب الفقير
فلاشئ دوما سيبقى بقلبك
فما دمت ترضى
تعيش كذكرى
ومادمت تحيا كشئ حقير
فموتك أفضل من ذى الحياة
تعيش طويلا بغير نصير
شعر/عيد حميدة