بين “عرض” بوتين وصواريخه.. “السلام ليس وشيكا في أوكرانيا”
تزامنت دعوة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى بدء مفاوضات مع أوكرانيا، مع استمرار هجماته المستمرة على الأراضي الأوكرانية، في إشارة واضحة على تناقض تصريحاته مع الواقع على الأرض.
وبعد قصف دموي عشية عيد الميلاد، بدأ الرئيس الروسي، صباح العيد، الترويج لاستعداده للتفاوض بشأن الحرب التي أطلقها في أوكرانيا، وهو عرض يبدو أن كييف تنظر له بتشكك شديد بعد مقتل 10 مدنيين قبل ساعات من إعلانه، بصواريخ موسكو.
وقالت أسوشيتد برس إن بوتين أطلق هذه الدعوة “حتى مع تعرض البلاد لمزيد من الهجمات”، معتبر ذلك إشارة واضحة على أن “السلام ليس وشيكا في أوكرانيا”.
بوتين “بحاجة للعودة إلى الواقع”.. روسيا تحاول التفاوض مع أوكرانيا
بعد قصف روسي دموي عشية عيد الميلاد، بدأ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، صباح العيد، بالترويج لاستعداده للتفاوض بشأن الحرب التي أطلقها في أوكرانيا، وهو عرض يبدو أن كييف تنظر له بتشكك شديد بعد مقتل 10 مدنيين قبل ساعات من إعلانه بصواريخ موسكو.
وفي حديثه إلى شبكة التلفزيون الحكومية “روسيا 1″، قال الزعيم الروسي إنه مستعد للتفاوض بشأن “بعض النتائج المقبولة”، في حين ألمح إلى أن أوكرانيا وحلفاءها هم الذين يرفضون الجلوس إلى طاولة المفاوضات، قائلا: “لسنا نحن من نرفض المحادثات، بل هم” .
وقالت أسوشيتد برس إن هذا الادعاء ذكره الكرملين مرارا وتكرارا، في الأشهر الأخيرة، مع فقدان الحرب الدائرة منذ 10 أشهر للزخم.
ومن جانبه، ندد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلنسكي، في خطاب خاص ألقاه عشية عيد الميلاد، بالضربات الروسية على المدن الأوكرانية، واصفا إياها بأعمال إرهابية.
وأشارت أسوشيتد برس إلى هجمات عدة تعرضت لها أوكرانيا، مؤخرا، وقالت إن المسؤولين المحليين أطلقوا تحذيرات بوقوع غارات جوية في جميع أنحاء البلاد مرتين يوم الأحد وحده.
وأطلقت ثلاثة صواريخ، بعد ظهر الأحد، على مدينة كراماتورسك في منطقة دونيتسك المحتلة جزئيا في شرق البلاد. وأصابت هذه الصواريخ منطقة صناعية.
وقال حاكم دونيتسك، بافلو كيريلينكو، إن مدينة أفدييفكا تعرضت أيضا للهجوم، الأحد، مما أدى إلى إصابة امرأة.
وفي محيط مدينة باخموت، على خط المواجهة، تعاني القوات الروسية من مشاكل في مواصلة هجومها، حسبما أفاد مركز أبحاث مقره الولايات المتحدة في نهاية هذا الأسبوع.
وكتب معهد دراسات الحرب في تحديثه الأخير أن “معدل تقدم القوات الروسية في منطقة باخموت قد تباطأ على الأرجح في الأيام الأخيرة، على الرغم من أنه من السابق لأوانه تقييم ما إذا كان الهجوم الروسي للاستيلاء على المدينة قد بلغ ذروته”.
وخلص المعهد إلى أن “القوات الروسية ستكافح على الأرجح للحفاظ على وتيرة عملياتها الهجومية في منطقة باخموت وقد تسعى إلى بدء توقف تكتيكي أو عملياتي”.
وقبل يوم واحد، أدى هجوم روسي مميت على مدينة خيرسون الجنوبية، التي استعادت القوات الأوكرانية السيطرة عليها الشهر الماضي، إلى مقتل وإصابة عشرات الأشخاص.
وأفاد حاكم الإقليم الأوكراني، ياروسلاف يانوشيفيتش، الأحد، بأن القوات الروسية قصفت المناطق الخاضعة لسيطرة أوكرانيا في منطقة خيرسون 71 مرة خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وقتل 16 شخصا، بحسب المسؤول، بينهم ثلاثة من عمال الطوارئ في عملية تطهير منطقة بيريسلاف بالمنطقة. وقال يانوشيفيتش إن 64 آخرين أصيبوا.
وقال فالنتين ريزنيشنكو، حاكم منطقة دنيبروبتروفسك المجاورة، إن مدينة نيكوبول تعرضت لقصف بالمدفعية الثقيلة خلال الليل.
الجدير بالذكر أن الهجمات الروسية المستمرة على منشآت الطاقة في أوكرانيا، منذ أكتوبر، أدت إلى حرمان ملايين الأوكرانيين من التدفئة والمياه.
وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية: “التهديد بشن ضربات جوية وصاروخية للعدو على مرافق البنية التحتية الحيوية لا يزال قائما في جميع أنحاء أراضي أوكرانيا”.
وكان زيلنسكي والرئيس الأميركي، جو بايدن، قد تحدثا خلال زيارة الأول لواشنطن، الأربعاء الماضي، عن كيفية تحقيق “السلام العادل” في اوكرانيا.
وتشير شبكة “سي أن بي سي” في تقرير عن تصريحات بوتين إلى أن موسكو أكدت من قبل مواصلة الحرب حتى تتحقق جميع أهدافها، بينما تقول كييف إنها لن يهدأ لها بال حتى يتم طرد كل جندي روسي من جميع أراضيها، ويشمل ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014.
وقال موقع زا هيل الأميركي إن زيلنسكي وضع 10 شروط يجب الوفاء بها من أجل تحقيق السلام، من بينها الانسحاب الروسي الكامل من الأراضي الأوكرانية، وشبه جزيرة القرم.
واستولت روسيا على شبه جزيرة القرم في عام 2014 بعد استفتاء دعمته روسيا، دانه معظم المجتمع الدولي باعتباره غير قانوني.
وطلب بوتين من أوكرانيا والمجتمع الدولي الاعتراف بشبه جزيرة القرم باعتبارها جزءا من روسيا، لكن تم رفض هذا الطلب.
وقال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، وليام بيرنز، إن معظم النزاعات تنتهي بالتفاوض، لكن روسيا ليست جادة بعد بشأن إجراء محادثات حقيقية نحو تحقيق السلام.
وكتب ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني، إن على بوتين العودة إلى الواقع، والاعتراف بأن روسيا هي التي لا تريد إجراء محادثات. وكتب بودولياك في تغريدة: “روسيا هاجمت أوكرانيا بمفردها وتقتل المواطنين.. روسيا لا تريد المفاوضات، وتحاول تجنب المسؤولية”.