في عام 2021، وصل الرضا عن الحياة في ألمانيا إلى مستوى منخفض بسبب كورونا. بيد أن دراسة جديدة تظهر أنه بالرغم من ظروف الحرب في أوكرانيا والتضخم المالي، هناك تحسن في درجة السعادة لدى الألمان، فكيف ذلك؟
كشف موقع أطلس السعادة ” skl-gluecksatlas” والذي يهتم بمقياس السعادة والرضى في ألمانيا، وجود تحسن بشكل طفيف لشعور الألمان بالرضا في عام 2022. ويرى الموقع الذي يحظى بشراكة مع جامعة فرايبورغ أن النساء والأسر أصبحت أكثر سعادة مرة أخرى، بيد أن الشباب ما زال يتملكهم القلق من المشاكل الاقتصادية والتضخم وظروف الحرب. وفي حين تتسع فجوة الشعور بالسعادة بين ألمانيا الشرقية والغربية مرة أخرى. رصدت الدراسة أن ولاية شليسفيغ هولشتاين هي أسعد منطقة في ألمانيا.
وبحسب الدراسة يعيش أسعد الناس في ألمانيا في شليسفيغ هولشتاين برصيد 7.14 نقطة ، تليها بافاريا بـ 7.06 نقطة. واحتلت براندنبورغ المرتبة الأولى في شرق ألمانيا برصيد 6.87 نقطة، تليها زارلاند برصيد 6.49 نقطة ومكلنبورغ فوربومرن برصيد 6.35 نقطة.
ورفعت الأسر مستوى رضاها عن الحياة الأسرية إلى 7.42 نقطة في عام 2022 بعد انخفاضها إلى 7.17 نقطة في عام 2021. ويرجع الانتعاش أساسا إلى فتح رياض الأطفال والمدارس ونهاية التعليم المنزلي ، مما يخفف بشكل كبير من الآباء والأمهات.
كما تطور الرضا عن وقت الفراغ بشكل إيجابي. وعلى الرغم من عدم وجود قيود تقريبا ونوادي اللياقة البدنية مفتوحة مرة أخرى والتظاهرات الترفيهية ممكنة، إلا أنه لم يتم الوصول إلى المستوى القديم من مؤشر السعادة بعد.
ولفتت الدراسة أن الشباب فقدوا نقطة كاملة في الرضا عن الحياة وما زالوا أقل بمقدار 0.52 نقطة منقيمة السعادة عام 2019.
على النقيض من ذلك، فإن الأشخاص الذين ولدوا قبل عام 1945 عبروا عن سعادة أقل بنسبة 0.19 نقطة.
يشار إلى أن عدة مدارس ألمانية قررت إدراج مادة “السعادة” إلى منهجها التعليمي وذلك ابتداء من نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الجاري. بعد انتهاء عطلة الخريف، يمكن للتلاميذ في 16 مدرسة ابتدائية ألمانية في مدينة براونشفايغ الألمانية بولاية ساكسونيا السفلى، حضور “دروس للسعادة”
تتضمن هذه المادة تلقين دروس حول قيمة هذه المشاعر وطريقة الحصول على المزيد منها. وتتضمن “دروس السعادة” مواضيع مثل الامتنان، تقديم المساعدة للآخرين، المشاعر،الاسترخاء والحرص. في درس عن الامتنان، على سبيل المثال، يرسل التلاميذ بطاقات بريدية تحتوي على عبارات الثناء والمجاملة. في المقابل يتوصل آباء وأولياء أمور التلاميذ بتقارير أسبوعية.
تم إطلاق هذه المبادرة بالتعاون مع الكاتبة الألمانية كارينا ماثيس. وسيقوم 35 طالباً من الجامعة بتدريس المادة الجديدة لحوالي 300 طفل في 16 مدرسة ابتدائية ألمانية في مدينة براونشفايغ الألمانية إلى غاية شهر يناير/كانون الثاني المقبل من عام 2023.