في بلاد الضباب
بقلم / محموددرويش
في بلاد الضباب، هنالك طاغية مصري مازال يُعنف ويذهل الجميع في إنجلترا
هناك لاعبين يعيشون على دعم الإعلام بدون تقديم ما يشفع لهم، وهناك لاعبين لم يفعلوا ما يفعله صلاح هذه الأيام وسمعنا مقارنات لهم مع أساطير كرونالدو وميسي.
هناك لاعبين قدموا الكثير بدون دعم جماهيري أو اعلامي ، ولكن صلاح شئ مختلف، لا يحتاج إلى تطبيل، ما يفعله شئ خرافي وقصة مستوحاة من الخيال لا أحد كان سيرويها لنفسه، آداؤه ونتائجه وأرقامه تتحدث عن نفسها أمام الجميع ومستواه يطلق له صلاحيات التنافس على أعلى الدرجات جماعيًا وفرديًا.
هل يعتقد البعض أنه من السهل السيطرة على عواطف الإنجليز؟؟.. وهل من السهل إكتساب دعمهم؟؟.. الكثيرون مروا من هنا ، عبروا من بوابة الريدز (سواريز وتوريس وغيرهم) ، من منهم وجد هذا الكم الهائل من الدعم والمحبة؟؟. ومن منهم صعد بالفريق لهذه المراحل؟؟.. كلهم كانوا يسقطون نحو الهاوية عند مواجهة الكبار، لذلك صلاح (فخر العرب كان ولا زال وسيظل).
عندما نتكلم عنه، نحن نتكلم عن نجم كبير وعن لاعب عربي كان الجميع يتمناه ليفتخر به، ولنجد الإحترام الكافي من أوروبا للعرب وتغيير نظرتهم نحونا.
حديثنا عنه لا يجعله في مقام عشقنا وجنوننا بكريستيانو، حديثنا عن شخصية نهضت في عهد يصعب فيه النهوض والذهاب بطريق كريستيانو وميسي، خاب الجميع دونهم، الآن صلاح يسرق الأضواء في لحظة إنتظر فيها عشاق الساحرة أسماء كديبالا وهازارد وديبروين وكثيرون غيرهم.
إذا لم يشعر أحدنا بالفخر والعظمة عندما يسمع الإنجليز وهم يتهافتون ويتسابقون ويتغنون بإسم (محمد صلاح) فهو بتاتاً بارد المشاعر ومُتبلد الأحاسيس أو خوفًا وهروبًا من ظن سئ في بداية الموسم أو إعتقاد خاطئ أو صورة سيئة تخيلها لهذا النجم ثم إنقلبت عليه.
كلمات الثناء والمديح تنهال على اللاعب من كل الأرجاء ومن كل الفئات (لاعبين ومُحللين ومُنتقدين وأساطير) الكل يجمع على ذلك، وهو يستحق كل ما يُقال (لا تطبيل في الأمر) ولا حملة إعلامية (كما يصور البعض) ممن يناقض الجميع ويحاول إثبات كلامه.
محمد صلاح أصبح قدوة للصغار والكبار، فرض نفسه بنفسه في أقوى الدوريات وبمواجهة أصعب الفرق والمنافسين وسحب البساط من تحت أقدام مجرة النجوم بالبريميرليغ.
هنيئاً لنا كعرب وأفارقة بهذا الإسم الكبير في عالم المستديرة حالياً، ومن كان مع ربه كان الله معه.