فرنسا: مفاعلات الجيل الرابع قادرة على توليد الطاقة لـ5000 عام بفضل مخزون اليورانيوم
نشرت صحيفة “لو فيغارو” تقريرا عن كميات الطاقة الضخمة التي يمكن توليدها عبر استخدام مخزونات اليورانيوم المستنفد (أو اليورانيوم المنضب) في فرنسا بفضل تكنولوجيا الجيل الرابع من المفاعل النووية.
فقد أشار أحد المهندسين الذي يعمل لصالح شركة فراماتوم الفرنسية، إلى أن “بفضل الجيل الرابع من المفاعلات النووية، يمكننا تلبية حاجة فرنسا للطاقة لمدة 2000 عام، فقط باليورانيوم المستنفد الموجود لدينا في المستودعات”. وأكد المهندس أن مخزون اليورانيوم المستنفد حاليا في المستودعات الفرنسية يمكنه تلبية جميع احتياجات البلاد الحالية من الطاقة، بما في ذلك “ما نستهلكه من الفحم والغاز والنفط والهيدروليكا وفي الطاقة المتجددة”.
لكن ما هو اليورانيوم المستنفد؟
يتكون اليورانيوم، الذي يُستخرج منه وقود المفاعلات، من نوعين من الذرات، أو النظائر: اليورانيوم 235 (فقط 0.7٪ من اليورانيوم المستخرج من المنجم) واليورانيوم 238 (الذي يشكل حوالي 99.3% من اليورانيوم المستخرج).
لكن مفاعلاتنا الحالية قادرة على استخدام اليورانيوم 235 فقط من أجل توليد الطاقة. لذلك، وبعد استخدام النظير 235 لتوليد الانشطار النووي، يبقى لدينا كمية كبيرة جدًا من اليورانيوم يقال إنه “مستنفد”.
ولأن فرنسا تمتلك أسطولا كبيرا من المفاعل النووية يتم الاعتماد عليها منذ أربعين عاما، فقد أدى ذلك إلى تخزين عشرات آلاف الأطنان داخل مستودعات مخصصة.
كيف تعمل مفاعل الجيل الرابع؟
تلفت الصحيفة إلى الصناعة النووية منذ بداية تطويرها وضعت هدفا لها يتمثل باستخدام الكميات الهائلة المتبقية من عملية الانشطار النووي التقليدية. في هذا الإطار، تعمل مفاعل الجيل الرابع على تحويل اليورانيوم 238، غير الانشطاري، بلوتونيوم 239 عن طريق التقاط نيوترون إضافي، لكي يصبح مادة انشطارية.
وبالتالي، فإن مردود هذه المفاعلات، التي تسمى أيضا المفاعلات النيوترونية السريعة، سيكون 60 مرة أكثر من المفاعل التقليدي.
من جانبها، توضح شركة الطاقة الفرنسية النووية في مذكرة لها أن “الاحتياطيات المتراكمة من اليورانيوم المستنفد والبلوتونيوم في فرنسا يمكن أن يلبي احتياجات البلاد حوالي 5000 عام”.
بدورها، تؤكد أكاديمية العلوم في تقرير لها عام 2021 ما ورد سابقا، مشيرة إلى أن المخزون الفرنسي من اليورانيوم المستنفد يبلغ حوالي 350 ألف طن.
حكومة ماكرون تتخلى عن المشروع
ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية
واختُبرت هذه التقنية على نطاق واسع في فرنسا، حيث تم بناء العديد من المفاعلات النيوترونية السريعة التجريبية (Rapsodie في عام 1967، Phénix في عام 1973 و Superphénix في عام 1984). بالإضافة إلى هذه المفاعلات التجريبية الثلاثة، أطلقت فرنسا مشروع أستريد في أوائل عام 2010، والذي نص على الانتقال إلى الجيل الرابع خلال 30 عامًا.
لكن في عام 2019، قررت الحكومة التخلي عن هذا المشروع، معتبرة أن تكلفة هذه المفاعل باهظة جدا.
في المقابل، تبذل روسيا والصين جهودا كبيرة لتنفيذ العديد من الاختبارات على مفاعلات تجريبية من الجيل الرابع، إضافة إلى مشاريع أخرى في الهند، والولايات المتحدة التي لا تزال متأخرة في هذا المجال.
إذا، يمكن لأسطول من مفاعلات الجيل الرابع أن يمنح فرنسا استقلالًا تامًا في مجال الطاقة، وهذا الأمر تعرفه الصناعة النووية الفرنسية منذ بداياتها. لكن تطوير هذه المفاعلات دخل في منافسة صعبة، على المدى القصير والمتوسط، مع مصادر طاقة أخرى أقل تكلفة.