سكان كييف يستخفون بتهديدات بوتين ويؤكدون ثقتهم في جيش بلادهم
وصف سكان العاصمة الأوكرانية كييف قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعبئة جنود الاحتياط بأنه دليل على اليأس وأعربوا عن ثقتهم في قدرة قواتهم المسلحة على طرد القوات الروسية من البلاد.
وفي أول إعلان من نوعه للتعبئة في روسيا منذ الحرب العالمية الثانية، استدعى بوتين 300 ألف من جنود الاحتياط للقتال في أوكرانيا، وقال إن موسكو سترد بكل ما تملك ترسانتها الضخمة من قوة إذا واصل الغرب ما أسماه “الابتزاز النووي” بسبب الصراع هناك.
وقال فيكتور شيخني (46 عاما) وهو خبير جغرافي يعمل في الأكاديمية الوطنية للعلوم في أوكرانيا “التهديد سيكون أكبر إذا كانت هناك تعبئة عامة (في روسيا)، لكنني أعتقد في هذه المرحلة أن بوتين يخشى اتخاذ مثل هذه الخطوة لأن الروس يفضلون القتال بالكلمات”. وأضاف أن عددا قليلا من الروس فقط هم من يريدون الذهاب إلى ساحة المعركة.
ومضى قائلا “ما زلت أعتقد أن بوتين ليس مجنونا، فهو يتحلى ببعض العقلانية. لذا إذا تم استخدام الأسلحة النووية، فقد يعرض ذلك وجود روسيا والعالم بأسره للخطر”.
واتفق معه أولكسندر شاركين (31 عاما)، الذي كان يسير وفي يده باقة من الزهور قرب دار الأوبرا الكلاسيكية الجديدة في كييف.
وقال “إذا اضطُر (الروس) لخوض الحرب، فإن دوافع جنودهم ستكون أقل حتى من دوافع المتعهدين (الذين يقاتلون لحساب شركات خاصة)”.
وكانت كييف وحلفاؤها الغربيون قد استشهدت بانخفاض الروح المعنوية للجنود الروس كأحد أسباب التقدم البطيء لما تطلق عليه موسكو “عملية عسكرية خاصة” في أوكرانيا.
“كلمات جوفاء”
عبر سكان سكان كييف عن دعمهم القوي للقوات المسلحة الأوكرانية التي مكنتها الأسلحة الغربية من الصمود في وجه الجيش الروسي الأكبر حجما على مدى ما يقرب من سبعة أشهر على عدة جبهات، ونجحت حتى في استعادة مساحات شاسعة من الأراضي في الأسابيع الأخيرة.
وتخلت القوات الروسية عن محاولتها الاستيلاء على كييف نفسها في الأيام الأولى من الحرب بعد أن واجهت مقاومة أوكرانية شرسة وحولت تركيزها بدلا من ذلك إلى مناطق أخرى.
وقال الطالب كيريلو كونديك (23 عاما) “أعتقد أنه يتعين علينا الوثوق بقواتنا المسلحة وليس بأي طرف آخر. فالتهديدات ستأتي دائما من (الروس) طالما وُجدوا، لذلك لا فائدة من الاستماع إليهم أو التفاوض معهم. هذه كلها كلمات جوفاء”.
وقالت هانا (42 عاما) التي رفضت الكشف عن اسم عائتلها إنها تعتقد أن بوتين لم يعد يدري ماذا الذي يتعين عليه فعله في أوكرانيا وأنه يحاول فقط “تخويف الناس بالكلمات”.
وأضافت “هو شخص مريض عقليا، وأنا أثق في القوات المسلحة الأوكرانية وآمل ألا يلحق بهم أي ضرر وأن يستمروا في الدفاع عنا”.
ومضت قائلة “هكذا نثق في رجالنا على الخطوط الأمامية”.