“قوة إقليمية”.. أوباما كان مصيبا بشأن بوتين
“ليست سوى قوة إقليمية”، هكذا وصف تحليل نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية روسيا، مذكرا باقتباس للرئيس الأميركي، الأسبق باراك أوباما في 2014.
وأوضح التحليل أن الحرب في أوكرانيا تتسبب في إضعاف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على الصعيد الداخلي، معيدا التذكير بتصريحات أوباما في مارس 2014 بعد أيام قليلة على الغزو الروسي لشبه جزيرة القرم، والتي أكد فيها أن أفعالها في أوكرانيا في ذلك الوقت تعكس “الضعف بدلا من القوة”.
وفي السياق ذاته، قال السيناتور جون ماكين في أبريل من ذلك العام في تصريحات متلفزة بأن “روسيا هي محطة وقود تتنكر في شكل دولة”.
اعتقد كثيرون في الغرب أن هذه التصريحات تنطوي على شيئ من “المبالغة”، وأن الجيش الروسي متطور جدا، ولكن بعد نحو ثمانية أعوام أثبتت هذه التصريحات أنها “محقة”، خاصة وأن الحرب على أوكرانيا كشفت بوتين وقدرات جيشه.
وخلال الأشهر الماضية اصطدمت طموحات موسكو باحتلال كييف مع واقع لم تكن تتوقعه، إذ تخلت عن الكثير من أهدافها العسكرية، فيما تشي النجاحات العسكرية الأخيرة لأوكرانيا بنقطة تحول في الحرب “جديرة بالاهتمام”.
ويؤكد التحليل أن روسيا “هزمت بالفعل” على المستوى الاستراتيجي، رغم عدم طرد قوات بوتين من دونباس بالكامل وشبه جزيرة القرم، إلا أن كييف أثبتت أنها تمتلك “دفاعا عنيدا”.
وحدد التحليل 7 افتراضات تسببت بهزيمة روسيا حتى الآن في حربها على أوكرانيا، في مقدمتها وجود اعتقاد عند بوتين بأن أوكرانيا كانت “ستستسلم من دون طلقة واحدة”، واعتقاده بأنه يمكنه إحداث خلافات داخل حلف الناتو، لينتهي الأمر بحلف أقوى.
ورجح التحليل أن تستمر تداعيات الحرب على روسيا، وتؤدي إلى إضعاف بوتين بشكل أكبر على المستوى الداخلي، ويضعف نفوذه الدبلوماسي مع أوروبا، فيما ستتعزز علاقاته بشكل أكبر مع بكين.
وأكد الرئيس الروسي، الجمعة، أن هجوم جيشه سيستمر في أوكرانيا، رغم أنه بعد أكثر من ستة أشهر من إطلاقه وفشل في السيطرة على كييف، لم يذكر سوى السيطرة على حوض دونباس الصناعي شرقي البلاد.
وقال بوتين في مؤتمر صحفي في سمرقند بأوزبكستان إن “عملياتنا الهجومية في دونباس لا تتوقف، إنها تتقدم بوتيرة بطيئة.. خطة العمليات لا تستدعي تغييرا.. لسنا مستعجلين”، مؤكدا أن “الجيش الروسي يحتل مزيدا من الأراضي”.