بقلم / محمود درويش
الفاجعة؛ الحدث المكروه.. بل الرافض على الأذان سماعه، ويرفض العقل تقبله… في جوف الليل عندما تتباعد أحزانك وتقترب منك كأنها شبح يُخيفك….
لحظات من العجز وأنت تٌشاهد طريق النجاح ضيفًا، تحاول فعل المستحيل من أجل بقائه، ولكنه كان عازمًا علي الرحيل..
لحظات إستسلام وإنتظار ما هو مكتوب، مكتوفي الأيدي.. لا حيلة، تقبل الأمر بات يقينًا.. بعضهم لم يستطيع الصمود، والأخر أنهار وكاد البكاء يقتله..
لحظات إنكسار… لم نراه مُجددًا، لماذا تركنا؟… اليأس والهلع عاد في قلوب الجميع ومعه إحساس بعجز شنيع دام لساعات ثم فترة صمت..
اليتيم الأقوي من كل أعداؤه وفتوة الحارة الذي يخافه كل الرجال وتحبه كل النساء، وعمدة القرية الظالم ونار الثأر في صعيد البلاد، كل حكايات الدراما التي سجلت في هذه الأرض لم تكن أقوي من الوقوف أمام الحدث..
الحزن عم على الجميع، اللون الأسود كان قد غطى على سماء الجزء الأحمر من قاهرة المُعز، اليوم هو الميعاد الذى سيخرج فيه قلب الأسد عن دُنيانا ويعلن أنها النهاية.. النهاية التي بلا عودة..
رحم الله عبدًا أحبه الجميع دون مُقابل، دخل قلوب أطياف الشعب في وقت قليل، ضحى من أجل الكيان، محمد عبد الوهاب “كان بيموت في الأهلي لحد ما مات فيه”…
والله.. 15 عامًا على رحيلك ولن ولم أنساك إلى يوم الدين.