الشاعر وليد الشواقبة
اليمن
أُفكِّرُ بالكتابةِ عن بلادي
فليت البالَ يصفو من زِحامِ
أأكتبُ : حلوةٌ حسناءُ لكن
تُصاحِبُ كلَّ أولادِ الحَرامِ
وتترُكُ أهلَها جوعى وتأوي
بقصعتِها إلى قصرِ الإِمامِ
وتمنحُ سيفَها الشخصيَّ عبداً
ليحرسَها وتوغلُ في المنامِ
*
إذا نامَ الكِرامُ بحيِّ ليلى
تدلَّى عِرضُ ليلى لِلِّئامِ
وليلى ظبيةٌ كلمى رمتها
يُد الدنيا بأنواعِ السِّهامِ
وعاشقةٌ تخيطُ الشوقَ شالاً
لعاشقِها البعيدِ المُستهامِ
*
تُحِبُّك هذهِ الأرضُ التي لم
تخُنك بيومِ حربٍ أو سلامِ
فمُت رجُلاً وأنت تذودُ عنها
وعِش رجُلاً لأجلِ الإنتقامِ
أيُرعِبُك السُّقوطُ وأنت نجمٌ ؟
ستُبعثُ إن سقطت من الحُطامِ
ستكتبُك البلادُ غداً نشيداً
وتتلوك القِبابُ على الحَمامِ
*
تقولُ الآن :
لي وطنٌ ومنفى
وتخشى إن بكيت من المَلامِ
تُلامُ على ارتكاب الصمتِ حيناً
وأحياناً تُلامُ على الكلامِ
من الوجعِ الجنوبي سوف تشكو
أم الوجعِ التعزيِّ التهامي ؟!
بلادُك غيمةٌ للنُّورِ ظمأى
يُسلِّمها الظلامُ إلى الظلامِ
ستُرشدُها البُروقُ إلى نهارٍ
ربيعيٍّ عظيمٍ في الخِتامِ
*
بلادُك محضُ أُحجيةٍ
فهل لي براحلةٍ
وكأسٍ من مُدامِ ؟!
فما أحلى الترحُّلَ عن بلادٍ
يُجازى الحُرُّ فيها بالحِمامِ
وما أشهى التخلِّي عن حياةٍ
يزيدُ الشرُّ فيها كل عامِ
ووا أسفا على من ذابَ شوقاً
لِمن لم يولِهِ أدنى اهتمامِ