لا جـــــــــــــــدوى
الشاعر عبد الكريم سيفو – سورية
تبكين ؟ ما جدوى بكائكِ ؟ بعدما
أترعتِ كأسـي من غرامكِ علقما
هذي الدّمــوعُ كذوبـةٌ , لا تذرفي
مثّلْتِ دوراً ما أجدْتِــهِ , مُبهَمــــا
وقتلتِ حلْمـــاً كان يكــــبر بيننا
فغدا بغدركِ يا فتـــاتي مأتمـــــا
الآن أصحو منكِ , من خمر الهـوى
لأرى الجراحَ , وما أرقتِ من الدِّما
وأعــود أجمع ما تشـتّت داخلي
وأعيــــد لي قلبـــاً هناك تيتّمـــا
وأعيــد خارطتي ســـماءً تزدهي
وأرتّب الأحـــزان فيها أنجُمـــا
أمحو نقوشــاً في الفؤاد غرستها
وأعيـــــد ترميم الذي قد هُدِّمــا
وأعود نحـوي , بعد طــول تغرّبٍ
فعســاي أنجو إنْ هجرتُ جهنّما
ما عـاد دمعُكِ يسـتثير عواطفي
فابكي إذنْ حبّــــاً جميلاً أُعدِمــا
أنا لم أخنْ عهدي , وهبتُكِ خافقاً
أنقى , وأطهـــر من ملاكٍ ربّمــــا
كنتُ السّحابَ إذا ربوعكِ أقحلتْ
وإذا رماكِ الدّهر كنتُ البلســـــما
وإذا اشتكيتِ بقيتُ ليلي ساهراً
وأنرتُ ليلكِ بالهـــوى إنْ أظلَمــا
وأنا الذي أشـــــعلتُ غابَكِ كلَّـــه
ولْتســــألي نهـداً ترهّل , أو فمــا
فلْتنكريني إنْ أردتِ , فما أنــــــا
إلّا عشـــــيقاً زار خِــدرَكِ أبكمـــا
لا , لا تخافي , لن أبوح بما جــــرى
كنتِ الحبيبةَ , لم تكوني مغنمــا
قلبي الذي تدرين طُهرَ غرامـــــه
( صلّى عليك مدى هواكِ , وسـلّما )
والآن أتعبه الخـــــــداع , وهــــدّه
ما عاد في تطواف حبِّكِ مُحرِمـا
طوبى لذاك الحبِّ , لا تســتغربي
ما ضرّ ما قد كان يوماً علّمـــــا