بسبب هذا المرض توفي مؤسس الصين.. وحنطت جثته
صحة الزعيم الشيوعي الصيني ماو تسي تونغ تدهورت بالسنوات الأخيرة من حكمه تزامناً مع إدمانه الشديد على التدخين
وعلى مدار نحو 27 عاما، حكم ماو تسي تونغ جمهورية الصين الشعبية بقبضة من حديد تسبب خلالها في وفاة أكثر من 70 مليون شخص بسبب المجاعات وعمليات الإعدام ومعسكرات العمل القسري.
مع نجاحه في السيطرة على مناطق هامة من الصين القارية، المعروفة بأراضي بر الصين الرئيسي، وتقدمه أمام القوميين بقيادة تشانغ كاي تشيك، أعلن الزعيم الشيوعي الصيني ماو تسي تونغ يوم 1 تشرين الأول/أكتوبر 1949 عن قيام جمهورية الصين الشعبية بالصين القارية متخذا من بكين عاصمة لها.
وفي الأثناء، بلغت فترة حكم ماو تسي تونغ نهايتها بحلول شهر أيلول/سبتمبر 1976. فبعد صراع مع المرض، فارق الأخير الحياة عن عمر ناهز 82 عاما.
وفاة ماو تسي تونغ
خلال السنوات الأخيرة من حياته، تدهورت صحة الزعيم الصيني ماو تسي تونغ بشكل سريع بسبب إدمانه على التدخين. وبالتزامن مع ذلك، اتجه المسؤولون بالبلاد لإخفاء حقيقة إصابة الأخير بأزمات رئوية وقلبية وتوعدوا بمعاقبة كل من يحاول نشر أي تقرير يتعلق بصحة ماو تسي تونغ.
إلى ذلك، ظهر الزعيم الصيني ماو تسي تونغ أمام العامة لآخر مرة، والتقطت له آخر صورة وهو على قيد الحياة، يوم 27 أيار/مايو 1976 أثناء لقائه برئيس وزراء باكستان ذو الفقار علي بوتو الذي حل بزيارة رسمية لجمهورية الصين الشعبية.
في حدود الساعة الخامسة مساء يوم 2 أيلول/سبتمبر 1976، عانى ماو تسي تونغ من نوبة قلبية حادة أشد من تلك التي أصيب بها خلال وقت سابق من العام نفسه. وبعدها بثلاثة أيام فقط، أصيب الزعيم الصيني يوم الخامس من نفس الشهر بنوبة قلبية ثانية جعلته طريح الفراش.
يوم 7 أيلول/سبتمبر 1976، تدهورت الحالة الصحية لماو تسي تونغ الذي دخل بغيبوبة قبل أن ينقل نحو المستشفى ليوضع تحت جهاز التنفس الاصطناعي.
مع تواصل غياب ماو تسي تونغ عن الوعي وبداية دخوله بمرحلة الموت السريري، وافق أعضاء الحكومة الصينية يوم 8 أيلول/سبتمبر 1976 على فصل أجهزة التنفس ودعم الحياة عن جسم الزعيم الشيوعي الصيني بحلول منتصف الليل. ومع حلول منتصف الليل وعشرة دقائق يوم 9 أيلول/سبتمبر 1976، أعلن عن وفاة ماو تسي تونغ عن عمر ناهز 82 عاما.
وفي الأثناء، اتجه المسؤولون الصينيون لترتيب أحداث ما بعد ماو تسي تونغ. ولهذا السبب، انتظرت وسائل الإعلام الصينية حلول الساعة الرابعة مساء لتعلن للمواطنين الصينيين عن وفاة ماو مؤكدة أنه طالب قبل موته بالحفاظ على وحدة الحزب والبلاد.
ردود الفعل الدولية
عقب الإعلان عن وفاة ماو تسي تونغ، أعلن العديد من الدول، كألبانيا وجمهورية الكونغو وكوريا الشمالية وباكستان وسريلانكا وتنزانيا وفنزويلا ورومانيا، الحداد وعددت خصاله بمقالات صحافية. وبالولايات المتحدة الأميركية، عبر الرئيس جيرالد فورد عن حزنه ومواساته للصينيين في محنتهم مؤكدا على دور ماو تسي تونغ في إنهاء فترة طويلة من الصراع الأميركي الصيني. وفي الآن ذاته، وصف رئيس الوزراء البريطاني جيمس كالاهان ماو تسي تونغ بالشخصية التاريخية المؤثرة التي زادت من نفوذ الصين بالعالم.
وبسبب خلافاته مع جمهورية الصين الشعبية، أشار الاتحاد السوفيتي بشكل مقتضب لوفاة ماو تسي تونغ بصحفه كما اتجهت وكالة الأنباء السوفيتية تاس لنقده بشكل لاذع واصفة سياسته بالعدائية.
مع وفاته، عرضت جثة ماو تسي تونغ، الملفوفة بالعلم الصيني، على عامة الناس بقاعة الشعب الكبرى لأسبوع كامل، حيث زارها أكثر من مليون شخص. لاحقا، نقلت الجثة نحو أحد المستشفيات ليتم تحنيط أعضائها الداخلية قبل أن توضع بضريح ماو تسي تونغ بساحة تيان آن من بوسط بكين.