جحود الأبناء للأباء ونسيانهم ونكرانهم للآباء أصبح ظاهرة
بقلم الأستاذ الدكتور حسن حماد
في مجتمعاتنا العربية!!.
صديقي د. جهاد عودة المفكر السياسي والاستاذ الجامعي
المعروف والذي كان يملأ الدنيا بحضوره الثقافي والإنساني.
يموت وحيدا منذ أكثر من ثلاثة أيام في شقته المفروشة بالمقطم ولايستدل علي موته إلا عبر إنبعاث رائحة الجسد
الميت ، ولم يكلف أحد من أبنائه أو ذويه نفسه مشقة الاتصال به هاتفيا أو عبر السوشيال ميديا ليسأل عنه !!!!
إن حادثة موت د. جهاد بهذه الصورة المجانية الرخيصة
جعلني أتساءل تري هل وهبنا حياتنا وسنين عمرنا لمن لا
يستحقون من الأبناء وغيرهم ، هل أضعنا رحلة الحياة في
هذا الوهم الذي يسمي أسرة وزوجة وأبناء وزوجات ابناء ،
ونحن في نهاية المطاف مجرد رقم تافه في حياتهم ومجرد
حيوان منوي قام بتخصيب بويضة ، مجرد كائنات تحيا
علي هامش الوجود؟
أخشي أيها الأصدقاء الحالمون بالعالم الأسري السعيد
أن يكون هذا هو مصيرنا جميعا أن ننسي وكأننا لم
نكن !( بحسب قصيدة محمود درويش) . أخشي أن
نموت بتلك الطريقة الموحشة دون يد تطبطب علينا
وصوت يؤنسنا ويرفع صوته مناجيا الرب أن يرحمنا.
أخشي أن نموت غرباء وحيدين مهملين منسيين علي
منعطف أحدي الطرق ولا يجدون ما يستروا به عوراتنا
سوي أوراق الجرائد الصفراء التي تنشر الأكاذيب
والفضائح الملفقة !!!
طوبي للمنسيين للغرباء للراحلين في صمت ولا
يتركون وراءهم سوي حفنة ذكريات ، وبعض
المؤلفات التي لم يقرأها أحد .
طوفي لهم ولنا ولكل من سيلاقي مصيرنا.