لو أَدْرَكوا كيفَ هاجَهُ العَطَشُ!
لاطَّايروا عَن دَمِي الذي افْتَرَشوا
مازالَ لم يَفهَمنا الغُزاة ُ
ولو تَرجَّلوا ارْتجَّوا
قبلَ يَندهِشوا!
وَزَنتُهم؛ لا أخفّٙ أفئدةً،
وإنْ بَدَوا جبَّارينٙ
إذ بَطَشوا
دَبّت دَبِيبٙ الحُمَّىٰ عقاربُهم
لكن أبانَتْ
كم حيَّةٍ رَقَشوا!
وكانَ أجدادي
كلّٙ مَن وَجَدوا
في هذه الأرضِ
كلَّما نَبَشوا
لن يُوقِفوا الوقتٙ عندَ قَومَتِنا
مِن بينِ أشلائِنا التي نَهَشوا
غَدي الذي لا يَرجُونٙ
_ لو عَلِموا_
جزّٙارُهم
في العهنِ الذي انتَفَشوا...
بدايةُ النَّصرِ أنَّ قاصِفٙنا
يَستأنِفُ القَصفٙ
وهْوَ يَرتَعِشُ
وليسَ في الهَدمِ غيرُ مئذنةٍ
أو أمِّ طفلٍ عليهِ تَنكَمشُ
إن كنتِ في النارِ شِبهٙ غارقةٍ
فليسَ في شمِّ الغازِ مُنتٙعـٙشُ!
إنّ الذينَ احْترَقْتِ بينهم ُ
لا نبسوا مرةً
ولا رَمَشوا!
تأخَّروا كالغيابِ
فارتقبي جمالاً الْتجّٙت
تحتَ ما اعترشوا...
وكانَ مَن يُقصفونَ
أكثرٙنا تَألُّقًا
بينما المَدى
غَبشُ
أَحنَىٰ البيوتِ التي تعانِقُهم
كأنهم في جدرانها نُقِشوا
تناوبَتْها الجراحُ
فاطّٙرَحَتْ
تنزفُ منهم
مكانٙ ما خُمِشوا
وهم بنفسِ الْتِماعِ أعينِهم
كأنهم لا مُسُّوا
ولا خُدِشوا