ليلة ماطرة..
نفث فيها البرد أنفاسه
لسعتني نسماتها الباردة؛
فألمّت بي حمى، وبات جسدي أسيرهاااا
ذبلت عيناي، واصطكت أسناني بردا،
جبهتي تتصبب عرقا.. توردت كرغيف خبز تنور
استباحت جسدي من رأسي حتى أخمص قدمااااي..
امتزج عرقي بدمعي..وشبح الخيالات المرعبة حولي
أغمض عيناااااي...أحاول وضع حدا فاصلا بين الحقيقة والوهم..
لساني كأنه خشب... أتوق لرشفة ماء
واستجاب ربي للدعاء.. أتى كوب ماء.. تحمله سيدة النساء ابتسامة
تعلو وجهها ببهاء... وبيدها الأخرى كمادة مااااااء..
هادنتني الحمى قليلا... وعاودتني
بقوة، ونقضت عهد الإطفااااء
نافذتي تطل على قبة السماء،
والليلة ظلمااااء..فإذا بالقمر يتسلل عبر النافذة شلال ضياااء
يسترق النظر إليّ منتشيا بمنظري
وكأنه قد أعجبه ضعفي وهلوستي
وعيوني نجوم...
حاولت التماثل للوقوف...لكن رأسي
كبندول تأرجح .. ورميت جسدي على السرير .. ألتقط أنفاسي على
مضض ... فجأة سار القمر مع الجدار.. وحط على كتفي.. وغططت بنوم عميق.... في الصباااح رفعت الحمى شراعها.. تاركة ميناءها الأخير.... وبقي السؤال معلقااا بعيوني.... أين القمر ؟؟!!!