نظّمت جمعيّة المولد النبوي الشّريف و الاحتفالات الدّينيّة بالتّعاون مع وزارة السّياحة و الصّناعات التّقليديّة و ولاية القيروان صبيحة يوم الإثنين 12 نوفمبر 2018 بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، فعاليّات اليوم التّرويجي لمهرجان المولد النّبوي الشّريف الذّي ستحتضنه عاصمة الأغالبة من  15 إلى  20 نوفمبر 2018. و أشرف على هذه التّظاهرة وزير الثّقافة "محمد زين العابدين" و وزير الشّؤون الدّينيّة "أحمد كظوم" الذّي أشاد برمزيّة مثل هذه المناسبات الدّينيّة و أهميّتها في الوجدان الجمعيّ الشّعبيّ و ما تكتسبه من إشعاع دوليّ تترجمه شعاراتها التّي و إن اختلفت من دورة إلى أخرى فإنّها تنصهر في ذات البوتقة (شمائل الرّسول –صلعم- و فضائله).

من جانبه أكّد رئيس جمعيّة المولد النبويّ الشّريف "علي بن سعيد" أنّ اليوم التّرويجي يهدف أساسا إلى التّعريف ببرنامج المهرجان و تسليط الضّوء على المخزون الثّقافي و التّراثيّ للجهة، فكان الإفتتاح بفرقة الإنشاد الدّيني بالقيروان، و تضمّن لوحات راقصة لفتيات يرتدين الزيّ التّقليديّ للمنطقة و جوقة من الفرسان مدجّجين بالسّيوف و بنادق الصّيد و هم أصيلي معتمديّة "جلاص". أمّا داخل الخيام التّي تتوسّط شارع الحبيب بورقيبة فنجد أروقة متعدّدة للخطّ العربيّ، و النّقش على الخشب، و النّحاس، و المفروشات الأصيلة كالزّربيّة و "المرقوم"، و أنواع "الحايك و الشاربات"، إضافة إلى أبرز المنتوجات الفلاحيّة للجهة كزيت الزّيتون و عسل"وسلات" و البرتقال. و من يقول القيروان يقول "خبز القمح و الشعير و السميد و النخالة و الشواي و البوشماط.."و تكمن ميزة هذه المخبوزات حسب تصريح أحد المختصّين في التّوابل المعتمدة لإعداد الخبز ك"المحلب و شوش الورد و العود و المسكتة ". و لقي الجناح الذّي يعرض فيه "المقروض " إقبالا كبيرا من طرف الحضور هذا المقروض الأغلبيّ والعربي والقيروانيّ الأصيل الذي يتحلّى بالعسل المصفّى وزيت الزّيتون حلو المذاق ودقيق قدّ من قمح "مطمور روما" وتمور الجنوب التونسيّ ولا ننسى أبدًا ماء الزّهر الفوّاح، وهو يعدّ من العادات والتّقاليد الأصيلة.

هذا و أفادت المنسّقة الإعلاميّة للمهرجان "سعيدة الجلاصي" أنّ جمعيّة المهرجان ستقدّم في دورته الثّانية حوالي ستّين عرضا تشرف عليها عشرون جمعيّة نذكر من بينها: جمعيّة عين على التّراث، جمعيّة التّنمية بسيدي عمر عبادة، جمعيّة الدّعوة و الإصلاح، جمعيّة شباب و أطفال من أجل ثقافة المواطنة، جمعيّة قدماء معهد درمش...و لا ننسى ما لوزارات الشّؤون الثّقافيّة و الشّؤون الدّينيّة و السّياحة و الصّناعات التّقليديّة من دور فعّال في تنظيم هذه التّظاهرة. و تضيف محدّثتنا: تتسّم العروض التّي سيقدّمها المهرجان بالثّراء و التنوّع، فنجد عروضا فنيّة، ندوات إسلاميّة، ورشات تنشيطيّة، مسابقات ثقافيّة ترفيهيّة فدينيّة، و معارض للفنون التّشكيليّة و التّجاريّة. مشيرة إلى أنّ عدد الحجوزات لحضور التّظاهرة من داخل الجمهوريّة التّونسيّة و خارجها قد بلغت 100 بالمائة. و يُتوّقع أن يصل عدد الوافدين على الجهة المنظّمة إلى حدود 600 ألف شخص ما بين زوّار محليّين و مشاركين ينتمون إلى دول مختلفة كمصر، الجزائر، المغرب و ليبيا.

شارك الموضوع مع اصدقائك